في صور: جمعهما الحب ولم يفرقهما حتى الموت... «الياس» يسلم الروح حزناً على فراق زوجته «مريم» بعد ايام على وفاتها !!

دائماً ما نخال ان قصص الحب باتت اسطورية من نسج الخيال... وان من قال لنا "روحي متعلقة بروحك" انما هي شعارات رنانة يقولها كل عاشق لمعشوقته ليغريها الوقوع في شباك غرامه، ثم ما يلبث هذا الغرام أن تذبل زهرته ما ان تمر السنين عليه وتغرقه بوابل من هموم المعيشة وتربية الاطفال وغيرها من مشاغل الحياة... الا ان الحياة احياناً تطالعنا بقصص واقعية من صميم الحياة تثبت أن الحب فينا باق.... وان هذه الاوهام ستتحول الى حقيقة، متى ما توافر لها الاحترام والتقدير، الصدق والاخلاص.... فترانا نعيش قصص حب اروع من قصص الخيال.... وهكذا كانت قصة "الياس ومريم".... 

لسنوات طويلة عاش السيد "الياس كترا" مع زوجته "مريم باسيل" في منزلهما في صور... حياة زوجية تكللت بانجابهما 4 اولاد... لا بد أنها لم تكن حياة صافية لا تشوبها المشاكل والمشاحنات كاي زوجين.... ولكن لأن علاقتهما مبنية على اسس الاحترام والتقدير المتبادل، تتبدد كل الغيوم الملبدة من سماء الحب وتختفي، ليحتضنها زوجها الذي تحب.... ثم شاء القدر أن يتدهور وضع "مريم" الصحي وأن تتوفى في شباط الماضي.... حزن الكثيرون لرحيلها وفجعت عائلتها بخسارتها، الا ان الخاسر الاكبر كان بدون اي شك رفيق دربها وحبيب عمرها "الياس"... تغلغل الحزن الى جسده المتهالك،فاقام فيه يتغذى على فتات الذكريات التي اختزنها لها في قلبه.... باتت عيناه تشخص دوماً الى السماء بحثاً عن زوجته، وزادت مأساته ألماً حتى شاء القدر أن يلتحق بمحبوبته ليرتاح بقربها من هموم الحياة ومآسيها... ليكونا معاً كما كانا دوماً.... فالقلب لا ينبض فرحاً الا عندما تسكنه نبضات من نحب قربنا فتطمئن الروح.... 

فهنيئاً لـ "الياس ومريم" قصة حب عمداها بالاخلاص والوفاء حتى الرمق الاخير..... 

موقع يا صور يتقدم من ذوي الفقيدين الغاليين بأحر التعازي القلبية سائلين الرب ان تسكن روحهما السماء وان يلهمهم الصبر والسلوان.