بالأرقام: الشباب العربي يغيّر نظرته إلى الدين والمرأة والهجرة.. وماذا عن لبنان؟

أجرت شبكة البارومتر العربي البحثية المستقلة أكبر وأوسع وأعمق استطلاع للآراء في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لصالح “بي بي سي” عربي. وشارك في الاستطلاع الذي أُجري في أواخر عام 2018 وربيع عام 2019 أكثر من 25 ألفا من سكان عشر دول بالإضافة إلى فلسطين.

الدين

كشف الاستطلاع أنّ نسبة الذين يصفون أنفسهم بأنهم “غير متدينين” ارتفعت منذ العام 2013 من 8 في المئة إلى 13 في المئة. وفي لبنان، جاءت النسبة متقاربة بين العامين، إذ ارتفعت بنسبة طفيفة، وهي مقدرة بنحو 10%. ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا اليمن، الذي انخفضت فيه نسبة “غير المتدينين” من 12 في المئة في عام 2013 إلى 5 في المئة في عام 2019.

 

 

 

توازياً، كشفت نتائج استطلاع “أصداء بي سي دبليو السنوي الحادي عشر لرأي الشباب العربي” التي نُشرت في 1 أيار من العام الجاري، أنّ 2 من أصل كل 3 مشاركين (66%) قالوا إن للدين في المنطقة دوراً مبالغاً فيه– بزيادة نسبتها 16% منذ استطلاع عام 2015– في حين قالت نسبة 79% من الشباب العربي إن المنطقة تحتاج إلى إصلاح مؤسساتها الدينية.

كما كشفت النتائج أنّ 50% من الشباب العربي مقتنعون بأن القيم الدينية في العالم العربي باتت تعيق تقدمه.

المساواة بين المرأة والرجل

ساند معظم المشاركين في الاستطلاع في عموم المنطقة حق المرأة في أن تصبح رئيسة للحكومة أو رئيسة للجمهورية في بلد إسلامي. وقال ثلاثة أرباع المشاركين في لبنان إنه ينبغي أن تتمتع المرأة بهذا الحق، ولم تشذ عن القاعدة إلا الجزائر، التي قال أقل من نصف عدد المشاركين فيها إنهم يؤيدون حق المرأة في أن تصبح رئيسة للدولة.

ولكن الأمر يختلف عندما يتعلق بتوازنات القوى في الحياة اليومية، إذ أن أغلبية المشاركين – بما في ذلك معظم النسوة – يعتقدون أنه ينبغي للزوج أن يكون له القول الفصل في القرارات الأسرية. وشهد لبنان زيادة طفيفة في نسبة النسوة اللواتي يعتنقن هذا الرأي منذ عام 2017، وتبين أن المغرب هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يرى أقل من نصف سكانه أنه من حق الزوج أن يكون له القول الفصل في المنزل.

الهجرة

عبر واحد من كل خمسة مشاركين في الاستطلاع في كافة المناطق التي أجري فيها عن رغبة في الهجرة، والسبب الرئيسي لذلك اقتصادي بالأساس.

وقد شهد الأردن أكبر زيادة في هذا المجال، إذ ارتفعت نسبة الراغبين في الهجرة هناك من الربع في عام 2013 إلى النصف تقريبا اليوم. وشهد لبنان واليمن أكبر انخفاض في عدد الراغبين في الهجرة.

وفي السياق نفسه، بيّن استطلاع “أصداء بي سي دبليو السنوي الحادي عشر لرأي الشباب العربي” أنّ نسبة 56% من الشباب اعتبروا أنّ ارتفاع كلفة المعيشة يمثّل مصدر القلق الأول بالنسبة إليهم، في حين اعتبرت نسبة 45% من الشباب أنّ البطالة تمثّل مصدر القلق الأول.

وتعتقد أغلبية الشباب المستطلعة آراؤهم أنّه يتعيّن على حكومات بلادهم توفير فرص عمل ودعم أسعار الطاقة وتوفير مساكن للمواطنين.

على مستوى التعليم في المنطقة، أكّد 3 من أصل 4 شبان وشابات عرب عدم رضاهم عن التعليم في بلدانهم، وأكثر من نصفهم يرغبون باستكمال تعليمهم في دول الغرب.

وبالعودة إلى شبكة البارومتر العربي، فقد كشفت نتائج استطلاعها أنّ نسبة العرب الذين يرغبون في الهجرة إلى أوروبا انخفضت من 51 في المئة في عام 2016 إلى 42 في المئة اليوم. من جانب آخر، ارتفعت نسبة الذين يفكرون في الهجرة إلى أميركا الشمالية من 23 في المئة إلى 27 في المئة، بينما انخفضت نسبة الذين يريدون الهجرة إلى دول الخليج انخفاضا طفيفا لتبلغ 20 في المئة. أما نسبة الذين يرغبون في الهجرة إلى باقي دول المنطقة (عدا الخليج) فقد تجاوزت الضعف لتستقر عند 11 في المئة.

نظرة البلدان العربية إلى الدول الغربية

بينت نتائج الاستطلاع أن المشاركين يضعون الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وسياساته الشرق أوسطية في المرتبة الأخيرة في المقارنة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، بينما عبر نصف عدد المشاركين في 7 من المناطق الإحدى عشرة المستطلعة عن رضاهم عن سياسات أردوغان، حيال الشرق الأوسط. ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا لبنان وليبيا ومصر، التي فضّل المشاركون فيها سياسات بوتين، على سياسات أردوغان.

في ما يتعلق باستطلاع “أصداء بي سي دبليو السنوي الحادي عشر لرأي الشباب العربي”، فقد اعتبرت أغلبية الشباب العربي (59%) الولايات المتحدة عدواً لبلدانهم أكثر منها حليفاً (41%). وكان هذا التباين أيضاً سيد الموقف في آراء المشاركين حيال إيران (67% يعتبرونها عدواً مقابل 32% يرونها حليفاً). ولدى سؤالهم عما إذا كانت الولايات المتحدة أم روسيا هي الحليف الأقوى لبلدانهم، توزعت النتائج على نحو متماثل تقريباً بين روسيا (37%) والولايات المتحدة (38%)، في حين قال 25% إن أياً من القوتين العالميتين ليس حليفاً لبلدانهم.

للاطلاع على النتائج كاملة، إضغط هنا.

 BBC – FT