إنسحاب عوني – قوّاتي غير منسّق إعتراضاً على إنشاء مجلسَي عكار وبعلبك



كتب أكرم حمدان في صحيفة “نداء الوطن”:

بينما كان نواب البقاع، بمن فيهم النائبان عبد الرحيم مراد وسيزار معلوف يغردون عبر “تويتر” مهنئين البقاع ولبنان بإقرار إقتراح القانون الرامي إلى حفر نفق شتورا – بيروت في جلسة اللجان النيابية المشتركة أمس وتنفيذه عبر الـ BOT، باعتباره يساهم في النهضة الإقتصادية في البقاع وكل الوطن ويشكل بوابة عبور برية بين لبنان والدول العربية، إضافة إلى إقرار إقتراح تحويل زحلة إلى مدينة كبرى من المدن التي يتكوّن عدد أعضاء مجلسها البلدي من 24 عضواً، كان نواب تكتّلَي “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية” ينسحبون من الإجتماع من دون تنسيق مسبق بينهم على خلفية مناقشة إقتراحي قانونين يتعلقان بإنشاء مجلس إنماء بعلبك الهرمل ومجلس إنماء عكار والشمال.

وبينما استغرب بعض النواب أسلوب الإعتراض وتحويل النقاش إلى مناطقي وأحياناً أخذ طابعاً طائفياً، نفى نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي كان يترأس الجلسة لـ”نداء الوطن” أن “يكون النقاش قد أخذ بعداً حاداً أو غير مألوف كما حاول البعض أن يصوره”. وأكد الفرزلي أن “وجهات النظر جميعها كانت تصب في خانة تعزيز الإنماء في كل المناطق بينما كانت هناك وجهة نظر أخرى تقول بأنه لا داعي لإنشاء مجالس جديدة طالما اقتربنا من إنجاز مشروع اللامركزية الإدارية الذي تدرسه اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة برئاسة النائب جورج عدوان”.

وأشار الفرزلي بعد انتهاء الجلسة إلى أن “هناك إنجازاً نوعياً على فكرة اللامركزية وتمكين جميع المدن حيث أُعطيت مراكز المحافظات صلاحية إمتلاك الأجهزة الفنية لتنظيم قراها إذا امتلكت القدرات المادية”.

وفيما وصف بعض النواب عملية الانسحاب بغير المستحبة سيما وأن الفرزلي كان يدوّر الزوايا بإدارة الجلسة، قالت عضو كتلة “المستقبل” النائبة رولا الطبش لـ”نداء الوطن”: “هناك نقاش حصل حول اقتراح قانون مدرج على جدول الأعمال ورُفعت الجلسة ولا يجب أن نُحمّل الأمور أكثر أو أكبر من حجمها”. ولم يخف النواب أن النقاش وصل إلى البعد المناطقي وحتى الطائفي داخل القاعة، وهو الأمر الذي دفع إلى الانسحاب عند طرح المواد على التصويت ومن ثم رفع الجلسة وتأجيل البت بهذين الإقتراحين.



وقال عضو تكتل “لبنان القوي” العميد شامل روكز لـ”نداء الوطن”: “إن فكرة المجالس كان حولها نقاش وإشكالات وأسئلة لأنها خارج الرقابة، وبهذين الإقتراحين نحن نذهب إلى إنشاء مجالس وصناديق جديدة رغم التجربة المؤلمة مع الصناديق والمجالس الحالية”. وأكد: “أحقية مناطق عكار والشمال وبعلبك الهرمل وغيرها في الإنماء، ولكن طالما هناك نقاش حول اللامركزية الإدارية فيمكن بحث هذا الموضوع هناك”. ولم ينف روكز تحول النقاش إلى مناطقي وطائفي أحياناً وبالتالي إنسحب عدد من الزملاء وتأجل البت بهذين الإقتراحين إلى الجلسة المقبلة”.

أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص فأوضح لـ”نداء الوطن” أن “النقاش والإعتراض بدأ قانونياً وتقنياً وتشريعياً ولم يكن طائفياً على الإطلاق ولكنه مع الأسف أُخذ إلى مكان آخر عندما بدأ طرح المواد على التصويت”.

وأكد عقيص أن “الانسحاب من الجلسة لم يكن منسقاً مسبقاً مع نواب “لبنان القوي” و”التيار الوطني الحر” لأننا لم نكن نعلم كيف سيطرح الأمر الرئيس الفرزلي، كما أن ملاحظاتنا كانت قانونية ودستورية حول إنشاء المجالس وأردنا أن ندرس هذين الإقتراحين عبر اللجنة الفرعية التي تتابع درس اللامركزية الإدارية لأن كل المناطق محرومة ولا يجوز إنشاء مجالس لمناطق دون أخرى، كما أن إنشاء المجالس لا يعني رفع الحرمان أو العكس ويجب بحث كيفية تعامل هذا المجلس مثلاً مع القائمقام والمحافظ وكيف ستوضع موازنته وغير ذلك من الأمور”.

إنتهى النقاش ورفعت الجلسة على خلفية إنسحاب النواب وسجل محضر اللجان جولة جديدة من جولات الخطاب المناطقي والطائفي البغيض.

وحدد الفرزلي موعد 21 من الشهر الجاري للمتابعة والنقاش في هذين الإقتراحين وغيرهما من الإقتراحات التي قد تُدرج على جدول أعمال اللجان، مشيراً إلى أن 25 نائباً أدلوا بدلوهم من خلال مداخلات علمية رصينة ومحترمة كلها تقوم على خلفية ضمان المصلحة العليا، رابطاً رفع الجلسة لأن بعض النواب سيلتحقون بزملائهم عند الرئيس بري في “لقاء الأربعاء” لأن هناك أخباراً قد تكون دسمة تتعلق بالواقع العام.