من يرفع نفايات صيدا من الشوارع؟

بقلم: آمال خليل

لم يكد يمر وقت على إطلاق التنظيم الشعبي الناصري نداءً الى مناصريه مساء أمس للتحرك ليلاً لرفع النفايات المتراكمة في شوارع المدينة منذ يوم الأربعاء ونقلها الى معمل فرز النفايات، حتى روّجت الشركة المشغلة بأنها ستعاود بدءاً من صباح اليوم استقبال النفايات بعد تمنعها لثلاثة أيام. لكن الأمين العام للتنظيم النائب أسامة سعد، لم ينتظر الشركة، ونزل مع عدد من عناصر التنظيم الى الشارع ليل أمس، وبدأ بجمع النفايات. وجاء في نداء التنظيم أنه «على الرغم من مرور ثلاثة أيام على إقدام إدارة معمل النفايات على إقفاله في وجه نفايات صيدا ومنطقتها وتكدس النفايات وتعفنها في الشوارع وبين البيوت، وعلى الرغم من كل الاتصالات والمطالبات للمسؤولين المعنيين، لم يقم أي منهم بواجبه في العمل من أجل إلزام إدارة المعمل بإعادة فتح أبوابه كونه يعتبر مرفقاً عاماً، كما لم تقم البلدية بواجبها في الطلب من شركة جمع النفايات القيام بمهماتها. لقد أبلغنا رئيس بلدية صيدا محمد السعودي ضرورة المبادرة إلى رفع النفايات من الشوارع أكثر من مرة، وآخرها كان هذا المساء».

أول التحركات الاحتجاجية أطلقته اللجنة الشعبية لشارع القدس في صيدا ظهر أمس، حيث اعتصم الأهالي اعتراضاً على تكدس النفايات في شوارع المدينة منذ يوم الأربعاء الفائت. سبب الأزمة توقف معمل فرز النفايات عن استقبال نحو 500 طن من النفايات من صيدا وبلدات قضاءي صيدا وجزين ومدينة بيروت، بسبب إعلان العمال عن تنفيذ إضراب رداً على تأخر إدارة المعمل في صرف الرواتب. مصادر من داخل المعمل قالت إن العمال الذين يفوق عددهم 400 لم يقبضوا رواتبهم منذ 3 أشهر، فيما لم يقبض المهندسون وكبار الموظفين رواتبهم منذ شهر. تقاذفت القوى المعنية المسؤولية عن الأزمة التي سبقت عيد الأضحى.

الشركة المشغلة للمعمل («أي بي سي») قالت إنها «تعاني من أزمة مالية نتيجة عدم صرف مستحقاتها من بلدية بيروت واتحاد بلديات صيدا الزهراني من الصندوق البلدي المستقل عن عام مضى، لقاء استقبال ومعالجة نفايات كل منها»، علماً بأن الشركة تتقاضى 95 دولاراً من كل من الاتحاد وبلدية بيروت عن كل طن واحد. ملايين الدولارات التي تحصّلها تلك تترافق مع اتهامات دائمة لـ«أي بي سي» على «سوء تشغيلها للمعمل ورميها أطناناً من النفايات في البحر وفي البحيرة المجاورين من دون فرز». أما رئيس اتحاد بلديات صيدا ــــ الزهراني ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي، فقد نفى علمه المسبق بقرار المعمل التوقف عن استقبال النفايات، مستنكراً خطوة الشركة. وبرغم أن أصحاب الشركة وبلديتي صيدا وبيروت محسوبون سياسياً على تيار المستقبل، إلا أن النائبة بهية الحريري لم تصدر بياناً حول القضية. أما النائب أسامة سعد، فقد أدان «ما تقوم به إدارة المعمل من ابتزاز مكشوف للناس في صحتهم وحياتهم اليومية»، متهماً إياها بدفع العمال إلى الإضراب للضغط على المعنيين بصرف مستحقاتهم. وأجرى سعد اتصالاً بوزير البيئة فادي جريصاتي «الذي وعد بإلزام الشركة استقبال النفايات». مصادر معنية كشفت لـ«الأخبار» عن نية العمال في شركة «أن تي سي سي» التي تتولى جمع النفايات، تنفيذ إضراب أيضاً، احتجاجاً على التأخر في صرف رواتبهم، ما قد يؤدي إلى استمرار الأزمة.

المصدر:

جريدة الأخبار