بعد أسابيع ملك “المفقودة” ظهرت… وروت قصة عذابها

المصدر : نبض – نور سليمان

بتاريخ 11 أيلول 2019، عمّمت مديرية قوى الأمن الداخلي صورة ابن الـ 16 عاما “ملك” على أنها مفقودة بعد أن هربت من منزل والدها في الناعمة للمرة الرابعة.

ملك التي تعاني من اضطرابات نفسية بحسب ما جاء في بلاغ قوى الأمن، كانت تغادر منزلها صباحًا في المرات السابقة وتختفي طيلة ساعات النهار لتعود مساءً إلى منزل خالتها الذي تقيم فيه والدتها المنفصلة عن والدها منذ العام 2011.

سيناريو هروب ملك المتكرر اختلف هذه المرة وهي الآن في مكان يجهله أهلها. ولهذا السبب، لجأ إلينا والدها لنساعده على ايجادها ووصلنا بوالدتها التي أكدت أنها لا تعرف شيئاً عن ابنتها، “نحاول جاهدين أن نجدها. لا أريد سوى أن تكون ابنتي بخير” تبكي الوالدة بحرقة مؤكّدة أن لا مبرّر لهروبها.

إّلا انه وبرسالة صوتية أرسلتها على الخط الساخن لبرنامج “بالوكالة” الذي سيعرض على شاشة Mtv، كشفت ملك عن مكانها الحالي وطالبتنا بالتدخل لحمايتها بعد أن ادّعت انّها تعرّضت لعنف جسدي ولفظي من قبل والدها وزوجته اللذين طرداها من منزلهما ثلاث مرات، كانت الأخيرة منها بسبب رفضها الخضوع لمحاولات والدها تزويجها لقريب زوجته البالغ من العمر 39 عامًا.

وللسبب نفسه، ضربها والدها وقيّدها وحلق لها شعرها بالكامل وعمد مع زوجته إلى السخرية منها وتصويرها ونشر صورتها عبر فيسبوك وأرفقها بمنشور يقول فيه أنها غير متزنة عقليًا. كلّ ذلك في وقت لم تشعر فيه الابنة يومًا بالأمان في كنف والدها الذي أدخلها إلى دار للأيتام لمدة 3 سنوات انتهت بزواجه من امرأة تفنّنت بتعنيفها منذ ان انتقلت للعيش معها، بحسب رواية ملك لموقع “نبض”.

“عاملوني كخادمة لهم وأراد والدي بيعي من خلال تزويجي” تقول ملك، رامية اللوم أيضّا على والدتها التي لم تبادر يوما إلى حمايتها اذ تنازلت عنها في المحكمة عندما كانت في الثامنة من العمر بموجب طلاقها: “أمّي لا تحبّني وطردتني هي وعائلتها مرات عديدة من منزلها”.

وفي آخر اتصال لها بوالدها، حاولت ملك طمأنته على حالها إلّا أنه رفض الحديث معها مما اضطرها إلى الادعاء بأنها تزوّجت لتحصل منه على أوراقها الثبوتية التي لا تزال بعهدته.

الوالد ولدى مواجهته بأقوال ابنته، نفى تماماً تعرّضها للعنف ليعود ويعترف أنه ضربها فقط لمنعها من الهرب مرّة رابعة: “قلتلها بابا انا ح أضربك وكسّرلك إجريك وأحلقلك شعراتك ورجعت هربت”، وقام بالفعل بتنفيذ كل ما هددها به.

خلال الحديث معه، ناقض الوالد نفسه أكثر من مرة اذ أكد ان ابنته “طبيعية” ولا تعاني من أي مشكلة، وأشار الى انه منعها من الذهاب إلى المدرسة لأنها كانت تتغيب عن صفوفها بحسب ما شكى له مدير مدرستها. ولم ينكر الوالد محاولته تزويج ملك لقريب زوجته الذي يكبرها سنًا الا انّه أوضح الشاب مهندس لا يتعدى عمره 27 عاما وهو من رفض الزواج من ملك لصغر سنّها. وتابع: “اتّصلت بي ملك وطلبت مني التوقف عن البحث عنها لأنّها تزوجت.”

رغم كلّ ما تقدّم، لا يستطيع والد ملك تفسير “تمرّد” ابنته سوى بأنّها تسعى جاهدةَ إلى الحصول على هاتف خليوي خاص بها، الأمر الذي يرفضه كلّيًا بحجة أنّها تستخدمه للتواصل مع شبّان قد يؤذونها.

أسابيع مرت على هروب ملك من أهلها، ولا نيّة لديها حتى الآن بالعودة إليهم. فبالنسبة لها، هم ساقوها إلى هذا المصير المجهول الذي فضّلته “على حياة باتت أشبه بالجحيم”.

الفتاة القاصر موجودة الآن داخل أحد المخيمات ذات الطابع الأمني الحساس ومصيرها لا يزال مجهولا، فهي عاجزة عن اتخاذ قرارات مستقلة لصغر سنها وأهلها لن يتمكنوا من الوصول اليها لإقناعها العودة إليهم.

ويبقى الثابت حتى الساعة أن ملك ليست سوى ضحية أهلها، وقصّتها واحدة من بين قصص كثيرة يكون فيها الأطفال الحلقة الأضعف، ويدفعون نتيجة ذلك الثمن الأغلى… “مستقبلهم”!