تفاعلات الأزمة مُستمرة... والشارع يتحرّك!

فيما بَدت الأزمة المالية والاقتصادية تراوح مكانها، جاء مؤتمر الإستثمار الإماراتي اللبناني في أبو ظبي ليعطي نفحة أمل. وقد تلقّفت الأسواق الحدث قبل ظهور نتائجه، من خلال تحسّن الطلب على سندات اليوروبوند، الأمر الذي أدّى الى ارتفاع اسعارها في اسواق التداول العالمية.

لكن، ما عدا التمنيات وكثير من تبادّل المجاملات، سواء في قاعة المؤتمر أو عبر التصريحات الصحافية، لم تصدر إشارات عن خطوات عملية يمكن ان تساعد لبنان على تخطّي أزمته. وكان اللبنانيون ينتظرون أن يصدر تأكيد رسمي حول ما تم تداوله عن وديعة إماراتية قد تسلك طريقها الى مصرف لبنان، لكنّ الخبر السعيد بقيَ، حتى الآن، أسير الانتظار.

وبصرف النظر عن إيجابيات انعقاد المؤتمر بمبادرة إماراتية، إلّا أنّ تفاعلات الأزمة مستمرة على الأرض، حيث لا تزال أزمة استيراد الطحين قائمة، وهناك حديث متزايد عن ارتفاع كلفة إنتاج الرغيف، بما يؤشّر الى احتمال رفع سعر الخبز، أو توقف الافران عن العمل. كذلك، لا تزال أزمة استيراد الدواء بلا معالجة، في حين انّ استيراد المحروقات عولِج موضعياً، ولا تزال امامه مطبّات لدى انتهاء مخزون الشركات المستوردة.

وفي الموازاة، يأتي تحرّك الخميس ليلقي الظلال على وضع القطاع الخاص، الذي بدأ يعاني تداعيات الركود القاتل. فيما سُجل بداية تحرّك مضاد واستباقي لـ«هيئة التنسيق النقابية» التي قررت التصدّي لمحاولات المَس في أجور التقاعد، وقطع الطريق على مشاريع اعادة هيكلة القطاع العام، وتعديل نظام التقاعد.

وفي السياق، قرر العسكريون المتقاعدون العودة الى الشارع دفاعاً عن حقوقهم ومكتسباتهم، وسيكون أول الغيث غداً، حيث سينزلون الى الشوارع من الصباح الباكر، كما اعتادوا في تحركاتهم السابقة، لمباغتة الجميع، وقطع طرقات أو محاصرة مقرّات رسمية ومالية.