انتخبت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز رئيسا لها بالتزكية، خلال المؤتمر العالمي الثامن عشر الذي عقد اليوم في مبنى القصار برئاسة الرئيس العالمي القنصل رمزي حيدر، وفي حضور مديرة الشؤون الاغترابية في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة فرح بري، المدير العام السابق للمغتربين رئيس منتدى التنمية والهجرة هيثم جمعة، والرؤساء العالميون الحاليون والسابقون من اكثر من 50 بلدا في العالم.
عاصي
بداية النشيد الوطني فكلمة عاصي، قال فيها: “انها مناسبة نلتقي فيها كل عامين هذه الوجوه الطيبة للتداول وطرح أفكار جديدة ورؤى تطال مستقبل وعمل الجامعة وشؤون عالم الاغتراب الزاخر بحضوره وطاقاته وإمكاناته. أيضا هي مناسبة لممارسة العملية الديمقراطية عبر انتخاب رئيس وهيئة إدارية لتولي المسؤوليات في ظروف، حاليا أقل ما يقال فيها، إنها دقيقة وصعبة وعلى أكثر من صعيد”.
حيدر
ثم تحدث الرئيس العالمي القنصل حيدر، أكد فيها “السعي للوصول إلى ما تستحقه جالياتنا من اهتمام وعناية ولتتمكن الجامعة من استرداد الدور الرائد الذي من أجله تأسست ونشأت”، مشيرا الى ان ذلك “يستدعي إقامة ورش عمل يساهم فيها الجميع، مع العمل على تحييد السياسة والطائفية والمذهبية والفردية والمحاور عن الجامعة والتأكيد على دور الكفاءات والطاقات الفاعلة المؤمنة بالثقافة الإغترابية، والتي تعني الإستعداد للبذل والعطاء، والإلتزام بتحمل المسؤولية، والإيمان بدور الأجيال الشابة في الإغتراب، كما الحفاظ على الهوية والتراث وجعل تعليم اللغة العربية لأبنائنا في سلم الأولويات، بالإضافة الى مساندة المرأة اللبنانية المغتربة خصوصا المتزوجة من أجنبي ودعمها وصولا لتحقيق مطالبها، ولا ننسى طبعا أهمية العمل وفق أحسن السبل لتعزيز علاقات لبنان مع الدول المضيفة التي تستقبلنا خير استقبال”.
ولفت الى “استهدافات كانت وما زالت تطال الجامعة بهدف إلغاء هذا المنبر، لكن وبهمتكم يجب أن نتابع العمل لاستمرار مسيرة الجامعة في عالم الاغتراب وأن تبقى هي الممثل الفعلي لهذا العالم”، داعيا الى “تعديل بنود النظام الأساسي للجامعة ليتماشى مع متطلبات التطور ويواكب الحداثة لتتمكن الجامعة من تجاوز مشكلات تنظيمية عديدة، مما يسمح بمواكبة تطلعات أبناء الجاليات اللبنانية خصوصا الذين يتبوأون مراكز عليا ومرموقة في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والعملية”.
عازار
بعدها، تلا الامين العام للجامعة جان عازار تقريرا عن اوضاع الجامعة المالية والادارية والتنظيمية.
فواز
ثم ألقى فواز كلمة قال فيها: “ينعقد المؤتمر في ظل ظروف استثنائية وصعبة يمر فيها لبنان ومغتربوه خصوصا في افريقيا، كما المقيمون”.
اضاف: “عندما تأسست الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في العام 1960 في مؤتمر اغترابي عقد برعاية رئيس الجمهورية الراحل اللواء فؤاد شهاب، شكلت محطة مفصلية في تاريخ الاغتراب اللبناني الذي بدأ مع المهاجرين الاوائل في منتصف القرن التاسع عشر، والهدف من وجودها كان احتضان المغتربين وحمايتهم وان تكون المظلة الشرعية الوحيدة لهم من دون تمييز او تفرقة غير سياسية وغير طائفية وغير عنصرية”.
وتابع: “هذه العناوين التي تضمنها نظام الجامعة أغرت المغتربين فعلا وجذبتهم واعطتهم جرعة أمل بأن هذه المؤسسة الاغترابية الوليدة ستوحدهم وتوفر لهم غطاء الامان والاطمئنان. غير انها للاسف وقعت في المحظور، حيث احتدم الصراع وتفاقم بين الطامحين والطامعين في محاولة منهم لحرفها عن مسارها الوطني التوحيدي خدمة لمشاريعهم السياسية والطائفية والمصلحية المشبوهة ولجعلها مطية وجسر عبور لينصبوا انفسهم رؤساء لها او في مواقع متقدمة فيها، وانقلبوا على انظمتها وقوانينها لاخراجها عن سكتها الصحيحة، وكل فريق أو فئة يغني على مصالحه ومشروعه وانتمائه الطائفي كانعكاس لما شهده لبنان من انقسامات وصراعات وحروب داخلية”.
وأشار الى “غياب الدولة بعهودها وحكوماتها المتعاقبة عن الاغتراب وانعدام وجود سياسة اغترابية رسمية واضحة، الا في حالات نادرة او قليلة منها على سبيل المثال لا الحصر، استحداث وزارة المغتريبين والتي كان الفضل الكبير لدولة رئيس مجلس النواب الذي تنازل في وقتها عن ادارة جلسة مجلس النواب وجلس في صفوف زملائه النواب يدافع عن مشروع انشائها والتي لم تعمر طويلا لخلافات سياسة وطائفية حولها وعلى الصلاحيات والمصالح، هذه الجامعة التي رغم الدعوات والمناشدات لاصلاح ما اصابها من خلل وشلل وانقسام على المستويين الرسمي والاغترابي، فانها سارت باتجاه الانحدار غير المتوقع، وهذا ما لم يكن يرغب به او يسعى اليه احد، وقد قدمنا كما قدم أسلافنا من جهدنا ووقتنا ومالنا للارتقاء بها، ولتبقى مؤسسة اغترابية واحدة تجمع ولا تفرق وبأن تظل فعلا الدرع الواقية التي تحمي المغتربين وتشكل النموذج الوطني المنفتح والفاعل لخدمة الوطن بجناحيه المقيم والمغترب”.
وتابع: “وهي ان كانت تعاني من منتحلي الصفة الذين يسرحون ويمرحون في ميدانها من دون حسيب او رقيب وكأنها سائبة ومتفلتة من الضوابط القانونية والشرعية، حيث بلغت مرحلة غير مسبوقة تجرأ فيها بعض من يدعون الحرص عليها وعلى الاغتراب على تأسيس جامعات رديفة وعلى قياسهم وبالاسم ذاته وينصب نفسه رئيسا لها، ويشكل ما يسميه هيئة ادارية جديدة من اشخاص لم ينتسبوا يوما الى الجامعة او لمجالسها القارية والوطنية، حتى اصبحت الجامعة اربع جامعات، وبدلا من رئيس شرعي واحد لجامعة شرعية ومنتخبة شرعيا برعاية رسمية الى اربعة رؤساء، ثلاثة منهم بحكم انظمة وقوانين الجامعة غير شرعيين، وكأنهم غير موجودين.
فضلا عن اقدام من يدّعي انه الرئيس العالمي للجامعة ستيف ستانين على تسجيل الجامعة كمؤسسة عابرة للقارات غير حكومية مركزها في نيويورك، في خروج واضح وفاضح عن نظام الجامعة وقانونها، وتقويض لمؤسسة وطنية واغترابية تأسست في الوطن الام وبرعاية رئيس للجمهورية، انه تحد جديد تتعرض له الجامعة والحرصاء عليها الذين ضحوا لاجلها لتبقى حلم المغتربين عله يتحقق ولو بعد حين”.
وقال: “ان ستين سنة من عمر الجامعة يجب الا تذهب هدرا او هباء وتلغى من تاريخ الوطن والاغتراب بفعل فاعلين ومعلومين لهدم اسسها وانهائها والغائها من قاموس المغتربين ليبنوا مكانها جامعة على شاكلتهم ولخدمة اهدافهم وكأنها ملكية حصرية لهم، للاسف من دون تدخل من المسؤولين الرسميين المعنيين في الملف الاغترابي الذين يتجاهلون عن قصد او سوء نية او من دونهما الجامعة ومغتربيها ودورها ويتعمدون حتى عدم ذكر اسمها في مؤتمرات اغترابية مستجدة، من هذا المنطلق اناشد فخامة رئيس الجهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء التدخل لدعم الجامعة، وانه من واجبنا ومسؤوليتنا ان نتعاون لانقاذها من براثن التقسيميين والفئويين والعنصريين من دون ادعاء او مبالغة بل بواقعية وولاء وطني لانه حرام، ان ندفنها قبل فوات الاوان او ننجر الى الفخ الذي يحاول بعض الوصوليين ايقاعنا به، ان من حق الجامعة والاغتراب علينا ان نحافظ عليها من المتربصين بها الشر والسوء، ليس من اجلها فقط بل من اجل لبنان الذي يستغيث ومن اجل المغتربين في كل العالم حيث يتعرضون للخطف والعقوبات والحصار. فلنكن جميعا على قدر المسؤولية ونجعل من هذا المؤتمر وقراراته وتوصياته بداية النهاية للازمة التي فرضت على الجامعة واستهدفت المغتربين”.
وتمنى للمشاركين “النجاح وان يكون المؤتمر محطة جديدة لانطلاقة جديدة تؤتى ثمارها بمنأى عن الصراعات والانقسامات التي هي اساس الفشل وخيبات الامل، وعلينا اقفال الثغرات في جدار الجامعة للحؤول دون السماح للمتطفلين والمارقين والتقسيميين ان يعبثوا بها او ينجحوا في العابهم المكشوفه التي سيكون مصيرها السقوط، لان الجامعة وجدت لتبقى وستبقى”.
وقال: “بناء على المسؤوليات الملقاة على عاتقنا نعلن برنامج عمل المرحلة المقبلة:
اولا: توحيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم:
1-1: فتح حوارات مع كافة الجهات المنشقة عن الجامعة ومع هيئات الجامعة في كل انحاء العالم.
1-2: تعيين لجنة قانونية من محاميين مختصين ومحاميين دولين للعمل على تطبيق نظام الجامعة واقتراح تعديله حيث تدعوالضرورة بهدف تطويره مع مستجدات العصر.
ثانيا
2-1: زيارات الى بلدان الاغتراب بهدف تنظيم وتفعيل الفروع والمجالس الوطنية واستحداث فروع ومجالس جديدة حيث تدعوالحاجة.
2-2: تدعيم العلاقات بين الجاليات اللبنانية فيما بينها من جهة وبينها وبين دول وشعوب الدول المضيفة من جهة اخرى من خلال الزيارات لهذه البلدان وعبر اقامة مؤتمرات ونداوت فيها.
ثالثا: العمل على انشاء اللوبي اللبناني العالمي من خلال اقامة مؤتمرات دورية في لبنان للمغتربين والمتحدرين من اصل لبناني في كافة المجالات وعلى سبيل المثال لا الحصر: مؤتمر الحقوقيين اللبنانيين في العالم، مؤتمر الاطباء اللبنانيين في العالم، مؤتمر الاعلاميين اللبنانيين في العالم، مؤتمر المهندسين اللبنانيين في العالم، مؤتمر الاقتصاديين اللبنانيين في العالم، مؤتمر اعضاء وزراء ونواب وفعاليات سياسية سابقة وحالية من اصل لبناني في بلدان العالم. تعقد هذه المؤتمرات في العاصمة اللبنانية – بيروت، مركز الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بشكل منفصل ودوري حسب الاختصاص ويشارك فيها المختصون اللبنانيون المقيميون والمغتربون والمتحدرون من اصل لبناني.
ينبثق عن هذه المؤتمرات لجنة متابعة لكل مؤتمر وتجتمع هذه اللجان في بيروت تحت اشراف الجامعة لتشكل معها اللوبي اللبناني العالمي.
رابعا: تعيين لجان شبابية قارية من جميع القارات من اللبنانيين والمغتربين والمتحدرين من اصل لبناني.
خامسا: توسيع ملاك المكتب التنفيذي والاداري ليشمل مدير مكتب، دبلوماسي، خبير اقتصادي واجتماعي ومدير اعلامي متخصص في الاعلام وشبكات التواصل.
وفي ختام المؤتمر، تم أخذ الصورة التذكارية للهيئة الجديدة مع السفيرة بري وفواز