سعر صرف الليرة السورية يتدهور.. فهل هُرّب الدولار إلى لبنان؟

تدهور سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأميركي حيث وصل إلى أدنى مستوى له في تاريخه منذ الأزمة السورية، فأنخفض سعر صرفها مقابل الدولار إلى 980 ليرة. وهذا الانخفاض تعود أسبابه الرئيسية إلى العقوبات الأميركية على الدولة السورية وذلك منذ بدء الأزمة فيها.

وتقول مصادر مطلعة لـ” لبنان24″ أن الأسباب الرئيسية وراء التدهور الأخير في سعر صرف الليرة السورية عائد إلى تهريب الدولار من داخل سوريا إلى لبنان والذي تقوم به بعض المجموعات التي تحاول الاستفادة المادية من ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية.

ويمكن القول بحسب المصادر انه خلال الفترة التي سبقت الانتفاضة الشعبية في لبنان، كان يتم تهريب الدولار إلى سوريا بسبب الأرباح التي كانت تحققها هذه المجموعات، وبالتالي ومع بدء شح الدولار في السوق اللبناني وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، قامت هذه المجموعات بعملية معاكسة من خلال تهريب الدولارات من سوريا إلى لبنان!

ولا شك فإن عمليات التهريب هذه بدأت تضرّ كثيراً بالاقتصاد السوري مما سيدفع الحكومة السورية حتماً إلى ضبط الحدود الشرقية نظراً إلى التداعيات الاجتماعية على المجتمع السوري الكارثية خصوصاً أن الجيش السوري يملك القدرة على هذا الأمر، تقول المصادر.

وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك إرتباطاً عضوياً فعلياً على الأرض بين الاقتصادين السوري واللبناني نتيجة الجغرافيا، ولكن أيضا نتيجة وجود ما يقارب المليون ونصف مليون سوري في لبنان، وهو ما يُشكّل عنصر ترابط قوي بين الإقتصادين.

وأضافت المصادر أن لبنان يشكّل منفذا لسوريا للتخفيف من وطأة العقوبات الأميركية على لبنان، خصوصا في يخص بعض المواد الأساسية والتي تفرض الولايات المُتحدة فيها عقوبات قاسية على الحكومة السورية مثل المحروقات والأدوية.

وعن الروابط بين النظام المصرفي اللبناني والنظام المصرفي السوري، أشارت المصادر إلى أن المصارف اللبنانية قطعت علاقتها بالكامل مع النظام المصرفي السوري بعد فرض العقوبات في الفترة التي تلت بدء الأزمة السورية. لكن النازحين السوريين كانوا يقومون بسحب الأموال المُخصّصة لهم (بالليرة اللبنانية) من قبل الهيئات الدولية، من المصارف اللبنانية ويقومون بنقلها إلى سوريا بعد تحويلها إلى دولار أميركي في السوق السوداء في لبنان. لكن مع تشدد المصارف اللبنانية في تسليم الدولار النقدي وارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، قلّ نقل الدولارات إلى سوريا مما فاقم من أزمة سعر صرف الليرة السورية مُقابل الدولار الأميركي.

وتوقعت هذه المصادر أن يعيش الاقتصاد السوري على وتيرة الأزمة الاقتصادية في لبنان، حيث أن صرف العمال في لبنان سيطال حكما العمال السوريين، وبالتالي فإن مداخيلهم ستقل مما يفرض استفحال الأزمة وزيادة التداعيات السلبية على أهل وأقارب العمال في سوريا.

عمليا، ترى المصادر أن غموض الوضع السياسي في لبنان يشير إلى أن الأيام الصعبة لم تأت بعد، حيث من المتوقع أن ينخفض استيراد لبنان من السلع والبضائع بشكل ملحوظ وستقفل العديد من الشركات أبوابها وترتفع نسبة البطالة. هذا الأمر سينعكس حكما على العمال السوريين في لبنان وبالتالي على الاقتصاد السوري.

وتُضيف المصادر، أنه وفي ظل كل هذا الإطار الأسود من المتوقّع أن تنتعش الزراعة في سوريا وسيزيد استيراد لبنان من سوريا من هذه الزراعات على أن تكون عملة التداول الليرة السورية مما سيُحسّن من قيمتها مقابل الليرة اللبنانية.

وتختم المصادر بالقول إن سبب كل هذه التعقيدات يبقى من دون أدّنى شكّ العقوبات الأميركية التي أصبحت تطال لبنان، إذ من المتوقّع أن تتوسّع رقعتها وهو ما سيؤدّي إلى أضرار إجتماعية هائلة، إن لبنانياً أو سوريًا

المصدر : هتاف دهام – لبنان 24