المواجهة المباشرة -13-
في ما خص نداء الرئيس بري من اجل حكومة جمع الشمل...
لا يُجمع شمل أضداد، شمل من جرَّبتهم وسئِمتهم وتسمَّمت من افكارهم الناس فمنها من مات خنقا وغرقاً ومنها من مات قهرا وفقراً ومنها من مات مقتولا في معركة او مقتولا من تشرد ومن هجرة ومن سفر.
ما عاد جمع الشمل ينقذ وطناً طالما الشمل يجمعهم كأسياد وكنبلاء نهب القوم انما المطلوب اليوم لإنقاذ البلاد مشنقة او مقصلة او رصاص او الوية حمراء.
يتأخر الفقراء دوما في الالتحاق بكل انتفاضة شعبية لأن عادة مَن يشعلها هم ثوريون واعون غالباً ما يكونون من الطبقة الوسطى المترنحة نزولاً ليمشي على نورها وهديها المحرومون والكادحون والتائهون في المدن وفي الريف.
اي حال امسينا فيه؟
فبين جمع شمل مرتجى ومطاردة اميركيين عند الدجى وبين حقوق مسيحيين متوهمين وسنة حائرين ،صرنا نبحث عن وطننا في مزابل التاريخ.
حيرة الناس ويأسها ، انين الناس و آهاتها، رصاص حارق خارق متفجر في جماجم لصوص الادارة وفي جماجم خونة الاقتصاد وفي جماجم امراء الحرب والمال والطوائف.
اي شمل يرضى ان يجمعنا ومنّا الخليلين الموقرين وجبران القديس و وليد خاتم البكوات وسعد المبذر للمال ورياض الحاكم بأمر القهر و الجوع ومنا سمير الداخل الى السجن مجرما والخارج منه فيلسوف فبأي شمل لشعبكم به توعدون وما لحقبنا من خير قادتنا الا الاهوال واللوعة والديون والحروب.
بيروت الليلة لا تحترق، بيروت محروقة منذ زمن بعيد.
لم العجب!؟
ثلّة مجرمين في الدولة و عبر التاريخ جعلتنا نسرج جيادنا لنلتحق بركب الحسين بن علي ضد كل يزيد، ففي هذه الليلة اكتشفنا انّا واكتشفت انّي الشيعي الوحيد، النصراني الأوحد، الموحد الواحد، السني الأحد، المؤمن الصامد وسط كفار قريش ويهود القدس .
الليلة عرفنا لماذا المسيح أكد لبطرس خيانته له ثلاث مرات قبل صياح الديك مرتين فقد اغتال قادتنا قبل الفجر ، الديك؟
الليلة عرفنا لماذا عند كل صرير للأمعاء الخاوية لمؤمنين يتغيب رجال الدين عن المنبر بتقرير طبي بداعي اضطراب حادّ في الأخلاق و بداعي وجع طارىء في الضمير.
الليلة عرفنا وتفهمنا وبرّرنا، لماذا تحول أناس طيبون لقرامطة وهم من المسلمين المؤمنين.
الليلة وامام مشهد شبان يافعين ملثمين يرشقون المصرف المركزي بالقمامة وبالحجارة طأطأنا رأسنا احتراما و تَلونا سورة الفاتحة لسيدنا ماركس ولشيخنا لينين.
طأطأنا راسنا خجلا وندماًً وامتنانا لأستاذ الفلسفة في موسكو وفي بلغاريا يوم شرح لنا وقبل ثلاتون عاما عن الرأسمال و عن دجل الرأسماليين وعن مكر الماكرين.
ربنا اغفر لنا،إرحم من تشاء من عبادك انما دعنا نحن نرسل لك من نشاء من المرحومين.
ربنا لا باس إن سلطت علينا ابليس، شيطانك ربّنا ولا شرّ الزعماء اللبنانيين، سرقوا وطننا، سرقوا ارزاقنا واليوم يسرقون ما تبقى من عمر قهرنا القصير فكيف النجاة ربّنا ومن اين يا ربّنا السبيل؟
حميدة التغلبية