تحت عنوان “الامتحانات الرسمية ابتداءً من منتصف حزيران: ثانويات الشمال تطالب بتدابير استثنائية”، نشرت فاتن الحاج في جريدة الأخبار:
إذا بقي إيقاع الدراسة على ما هو عليه اليوم، فإنّ طلاب الشهادات في معظم المحافظات سيكونون مستعدّين لإجراء الامتحانات الرسمية في المواعيد التي حددتها وزارة التربية، أي 15 حزيران للشهادة المتوسطة و22 حزيران للثانوية العامة بفروعها الأربعة: العلوم العامة، علوم الحياة، الآداب والإنسانيات والاجتماع والاقتصاد.
الإدارة التربوية أعلنت المواعيد ضمن روحية الإصرار على استكمال المنهج الدراسي بلا أيّ حذف للمحاور التعليمية ومن ثمّ إجراء استحقاق الامتحانات واستبعاد خيار الإفادات. أتى ذلك بناءً على معطيات عن عدد أيام التعطيل القسري والتعويض جمعتها من مسؤولي المناطق التربوية وممثلي الثانويات الرسمية والمدارس الخاصة.
حتى الآن، تمكّنت المدارس من تعويض التأخير خلال أيام العطل الأسبوعية وفي عطلتَي الميلاد ورأس السنة، ويُنتظر أن تستكمل ذلك في عطلة الفصح، باعتبار أن التعطيل لم يتجاوز 15 يوماً في أكثرية المناطق. إلّا أنّ المسؤولين التربويين كانوا يردّدون في كلّ اللقاءات أن ذلك سيكون ممكناً شرط عدم حدوث طارئ.
إلّا أنّ هذه ليست حال محافظتي الشمال وعكار حيث لامست أيام التعطيل في بعضها 45 يوماً كما في طرابلس. فرئيسة المنطقة التربوية في الشمال وعكار نهلة حاماتي أبلغت الوزارة قبل 10 أيام أن المدارس الرسمية هناك قادرة على إنجاز برنامج البريفيه في آخر أيار، من دون أن تحتسب أيام التعطيل الأخيرة التي دخلت ضمن «أسبوع الغضب».
أمّا في ثانويات الشمال فالقصة مختلفة، إذ تواصل مديروها مع الإدارة التربوية قبل صدور مذكرة المواعيد وطالبوا بتدابير خاصة بالمحافظة، لكون طرابلس دفعت الثمن والتعطيل استنزفها إلى الحدّ الأقصى. ولفتت المسؤولة الاعلامية في رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي، ملوك محرز، إلى أن هناك حاجة إلى حذف محاور في بعض مواد شهادة الثانوية العامة الطويلة لا سيما مادة الفيزياء لفرع العلوم العامة والبيولوجيا لفرع علوم الحياة. وقالت إن الواقع الاستثنائي الذي فُرض على طلابنا يستوجب قراراً استثنائياً يراعي وضعهم النفسي من دون المساس بالمعايير التربوية. محرز أوضحت أن الإدارة التربوية تنتظر اقتراحات المديرين التي ستُناقش في الأيام المقبلة ليبنى على الشيء مقتضاه، مشيرة إلى أنّ في حوزة الوزارة معطيات دقيقة عن أيام التعطيل ونسبة الحضور، إذ كان هناك تواصل يومي بين مديرية التعليم الثانوي ومديري المدارس.
ممثلو المدارس الخاصة أعربوا أيضاً عن أهمية إجراء الامتحانات الرسمية مهما كانت الظروف. ورغم أن هناك تفاوتاً في أيام التعطيل بين مدارس الجنوب والضاحية الجنوبية من جهة (5 أيام) وبين مدارس بيروت وجبل لبنان (بين 12 و17 يوماً)، إلا أن إجراء الاستحقاق هو أفضل الحلول لكونه يشكّل حافزاً للعمل في واقع استثنائي لا يحتمل الأخذ والردّ، بحسب رئيس رابطة المدارس الإنجيلية نبيل الأسطا. لدى كل من التربويين، كما قال، «مئة سبب وسبب لتأجيل الامتحانات لكن لا أحد منهم يريد أن يكرر التجربة المرّة في عام 2014 حيث لم تصحّح الامتحانات وأعطيت إفادات نجاح للجميع». وقال إن المدارس الإنجيلية «عوّضت حتى الآن نحو نصف أيام التعطيل أي 8 أيام، وعلينا أن نبذل جهداً إضافياً في الأيام المتبقية».
أمّا دائرة الامتحانات الرسمية فقد بدأت باستقبال طلبات المرشحين للامتحانات من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما ينتظر أن يبدأ استقبال طلبات الترشيح للاستحقاق في شباط المقبل.