خليني ارقص بعد بكرا فجأة منزعل”… آلان رحل تاركاً وصية واحدة: انتقموا لي من جارور ادويتي وفاتورة استشفائي

المصدر : ليلى عقيقي – vdlnews

ثار على مرضه وصارعه حتى الرمق الأخير، حاول أن يقاوم بضحكة الا أن الألم كان أقوى منه فرحل.

آلان سلوم، شاب لبناني ثائر على الواقع المرير، شارك في التحركات الشعبية ونشط بشكل كبير عبر حساباته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فتح الحرب على الأوضاع العامة ووضعه الخاص، وقرر أن يرحل محارباً لا مستسلماً!

” انتقموا لي من جارور الأدوية

انتقفموا لي من كل التلوث الذي يفتك بنا



انتقموا لي من هذه الأدوية التي أجبر نفسي على ابتلاعها كلها يومياً

انتقموا لي من فاتورة استشفائي الباهظة التي بلغت منذ سنتين لغاية اليوم حوالي 80مليون ليرة من جيبي الخاص لأنو الضمان ما بغطي كل شي

انتقموا لي من نظامنا الصحي المقيت المذل على أبواب وزارة الصحة ومؤسسة الضمان الارهابية



انتقموا لي من نظام المستشفيات الخاصة يلي قبل كل عملية بيهلكوك تلفونات انو ما انسى جيب معي الرعبون قبل ما فوت وبيدقولك كل يوم ع غرفتك تنزل مبلغ معين عالمحاسبة… انتقموا لنا جميعا لنا جميعا”، هذا ما كتبه آلان عبر فيسبوك منذ أشهر.

لحظات تعب من الألم والمرض والمعاناة ومن التكلفة الجسدية والمادية، هو الذي كان حتى في ضعفه ثائراً!

وفي منشور آخر كتب آلان: “خليني الليلة شم الورد بكرا الورد بيدبل خليني ارقص بعد بكرا فجأة منزعل”، هو الذي كان على يقين تام بأن ساعة الرحيل باتت قريبة، هو الذي كان يعرف أن الموت محتم لكنه قرر أن يحمل سلاح البسمة والثورة ويمضي قدماً.



آلان رحل بالأمس تاركاً محبيه وعائلته، توفي وفي قلبه حلم الخلاص للوطن الذي آمن به وأحبه.



ميزات كثيرة كشفها حساب آلان الفيسبوكي منها العطاء التام، حتى بعد الممات، فقد كتب منذ فترة: “وهب الأعضاء واجب

مين بيعرف كيف بقدر امنح اعضائي بعد الموت انا شوي جاهل بالموضوع

عيوني مناح وانا يمكن ما كفي مشوار هالحياة عن قريب

حتى لو كفيتو بعد سنين، أنا وانتو وكل حدا لازم نتبرع بالأعضاء غير التالفة كرمال غيرنا يستفيد فيها ويقشع بعيوننا لما نحنا ننطفي ويعيش بقلبنا لمل نحنا نغفى للأبد”.

أصدقاء وأحباء آلان نعوه بأسى وحزن، وبدموع الفراق كتبوا كلمات مؤثرة ليودعوه.

حتى من لم يكن على معرفة شخصية به تأثر، كيف لا وهو شاب لبناني قوي وصبور، حاول أن يغير الواقع لكن مرارة هذا الواقع كانت أقوى منه.

فالى متى سيموت المريض في لبنان وفي قلبه حسرة من المعاناة المزدوجة التي يعيشها بين المرض والذل لتأمين الاستشفاء والعلاج؟ الى متى سيبقى الدواء نعمة صعبة المنال على الفقير؟ الى متى ستبقىى الأمراض والأوبئة الناتجة عن التلوث تلاحق الشعب اللبناني وتصطاد خيرة شبابنا وأطفالنا؟

وكأننا شعب حكم عليه بالذل منذ الولادة، حكم علينا أن نعيش الفقر ونحرم من أبسط حقوقنا… وذنبنا الأول والوحيد أننا ولدنا في لبنان!