الكورونا خاضعٌ لنظامِ الأسبابِ والمسبِّباتِ
إنَّ هذا الكونَ العظيمَ يسيرُ وفقَ نظامٍ دقيقٍ لا يختلفُ ولا يتخلَّفُ، وهذا النظامُ يخضعُ للأسبابِ والمسبِّباتِ، ومن الطبيعي أنَّ هذهِ الجماداتِ أو حتى الكائناتِ الحيَّة لم تبرمجْ نفسَها بنفسِها، والذي وضعَ لها هذهِ الدقةَ في النظامِ الدقيقِ والعظيمِ هو خالقٌ حكيمٌ قادرٌ عالمٌ وهو اللهُ سبحانهُ وتعالى.
فاللهُ عزَّ وجلَّ أرادَ لهذا الكونِ أن يسيرَ وفقَ الأسبابِ وأبى غيرَ ذلكَ. رُويَ عن أبي عبد اللهِ الصادقِ ( عليه السلام) : *أبى اللَّهُ أنْ يُجري الأشياءَ إلَّا بالأسبابِ، فجعلَ لكلِّ شيءٍ سبباً.*
واللهُ إذا أرادَ شيئاً هيَّأ أسبابهَُ، لذا نجدُ بأنَّهُ خلقَ السماواتِ والأرضَ في سبعةِ أيامٍ، ويبقى الجنينُ في بطنِ أمهِ تسعةَ أشهرٍ وهكذا.
وهذا المرضُ المنتشرُ ( الفايروس) هو أيضاً خاضعٌ لقاعدةِ العلةِ والمعلولِ، خاضعٌ للأسبابِ الظاهريةِ التي وضعها اللهُ لنظامِ هذا الكونِ، وكذلكَ انتقالُ هذا المرضِ من شخصٍ لآخرٍ خاضعٌ للأسبابِ الظاهريةِ، كما أنَّ علاجَهُ خاضعٌ لتلكَ الأسبابِ التي من شأنِ العلماءِ والمختصينَ أن يبحثوا ليكتشفوا ما هيَ.
وكلُّ ذلكَ هو في يدِ اللهِ غيرُ خارجٍ عن قدرتهِ سبحانهُ وتعالى عما يصفونَ.