إنتفاضة كبيرة في المدارس الخاصة: تهديدات وتصعيد وهجرة

وصلت الضيقة الإقتصاديّة الخانقة في لبنان إلى حدّ انعدام قدرة الأهل على دفع فِلس واحد من الأقساط المليونيّة في المدارس الخاصّة. صبر الأهالي على المِحنة الطويلة، لكنّ الموعد لـ"الإنتفاضة الكبيرة"، كما يقولون، حلّ.


في إحصاء أجراه اتّحاد لجان الأهل وأولياء الأمور خلال الأيّام الأخيرة، وحصل موقع mtv على مضمونه، تبيّن أنّ هذا العام الحالي سيشهد نزوحاً غيرَ مسبوق من المؤسسات التعليميّة الخاصّة إلى المدارس الرسميّة في مناطق لبنان كافّةً، بعد تعثّر 40% من الأهل عن سداد الأقساط بسبب فقدان شريحة كبيرة منهم للوظائف قبيل فترة تفشّي الـ"كورونا".
الأسوأ في الموضوع، أنّ الخسارة الإجماليّة التي ستتكبّدها المدارس، والتي تبلغ وفقاً للإحصاء 20%، سيفرض عليها زيادة الأقساط للتعويض عن النقص الهائل في عدد التلاميذ كي تتمكّن الإدارات من تلبية رواتب المعلّمين والموظّفين العاملين لديها.
وأظهر الإحصاء وجود ما يفوق الـ100 ألف تلميذ سينتقلون مع مرور الصيف المقبل من التعليم الخاص إلى الرسميّ، غير المُجهَّز، نتيجة حالات الصرف من العمل والتي تعدّت الـ150 ألف حالة، في حين أنّ إدارات المدارس لم تجد حتّى اليوم الصيغة المناسبة للتعاطي مع الأهل رغم التحذير الذي تلقّاه القطاع التعليمي من البنك الدوليّ خلال الأشهر الماضية بأنّ "ركود وانحسار الوظائف وتفشّي البطالة في بلدان عربية، ستضرب لبنان في قطاعات عدّة سيّما التعليم، بعدما استنزف اللبنانيون احتياطاتهم الماليّة".
وبعد تخلّي التلاميذ عن المدارس الخاصة وانتقال 40 ألفاً في العام الماضي إلى المدارس الرسميّة، سيزداد العدد النازح بأكثر من 60 ألف تلميذ في الـ2020، في الوقت الذي بلغت خسارة التعليم الخاص 35 ألف تلميذ في العام 2019.
وعلم موقع mtv أنّ الإتصالات تكثّفت بين لجان الأهل باتّجاه ترك جماعي للمدارس الخاصة في حال لم يلجأ وزير التربية إلى المادة 515 التي تسمح له بالطلب من إدارات المدارس تزويده بملحقات الموازنات الماليّة التي تتبعها لكشف حقيقة الأرقام في المداخيل والمصاريف التي تنطلق منها، إضافةً إلى تعميم من الوزارة إلى المدارس يحمي الأهالي من التهديدات التي تصلهم بسبب رفض دفع القسط كاملاً والمطالبة بفرض تخفيض القسط بنسبة 50% على عامٍ دراسيّ لم يتعدَّ الـ3 أشهر وإلغاء التراكمات المترتّبة عليهم في هذه الظروف القاهرة.
"لدى إدارات المدارس، وسيّما الروحيّة منها، فرصة لتصحيح مسارها وإنقاذ نفسها"، بالنسبة الى الأهالي، وإلاّ ستكون على موعد مع انتفاضة كبيرة ستتخطّى سحب 100 ألف تلميذ من صفوفهم... إنها انتفاضة، فحذارِ الثورة.