“قانون العفو” طار وطيّر الجلسة المسائيّة.. هذه تفاصيلها

رغم توفر النصاب القانوني واحتراماً لعدم مشاركة مكوّن أساسي في الجلسة وهو “تيار المستقبل”، اختتم رئيس مجلس النواب نبيه برّي بشكل مفاجئ الجلسة المسائية، وذلك بعدما فجّرها قانون العفو العام، إثر انسحاب العديد من النواب، على رأسهم الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس سعد الحريري مع كتلة “المستقبل” النيابية، والنائب فيصل كرامي.

وأعلن برّي قبل رفع الجلسة عدم البتّ بقانون العفو وإرجاء البحث بشأنه، كما تمّ إسقاط صفة العجلة عن اقتراح قانون “الكابيتال كونترول”، وأحاله رئيس المجلس على اللجان المشتركة. وعلى هذا الصعيد، طلب وزير المال غازي وزني “مزيداً من الدراسة في اقتراح قانون “الكابيتال كونترول”، كما أن بري قرأ ملاحظات مصرف لبنان عن مواد ناقصة وجبت إضافتها، ولم يصوّت معه سوى “تكتل لبنان القوي”.

وقبل الإنسحابات المتتالية، كان بري رفع الجلسة المسائية لمدّة 10 دقائق بعد انطلاقها بنحو ساعة، وذلك للتشوار في اقتراح قانون العفو العام. وعلى الأثر، عقدت خلوة جمعت إلى بري، الرئيس سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، والنواب جبران باسيل، محمد رعد، وجورج عدوان.

وبعد ذلك، عاد برّي إلى القاعة واستأنف الجلسة، وقال: “إتركوا قانون العفو جانباً، بركي بعد شوي بتنزل الرّحمة”.

انسحابات

وإثر ذلك، انسحب الرّئيس نجيب ميقاتي من الجلسة، وبعده طلب الرئيس سعد الحريري من كتلة “المستقبل” الإنسحاب من الجلسة أيضاً. كذلك، انسحب النائب فيصل كرامي.

وفي هذا الوقت، أبدى برّي استياءه، في حين لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن قانون العفو العام. وبعد خروجه من القاعة، قال الحريري للصحافيين: “طلبت من كتلة المستقبل الانسحاب من الجلسة لأن هناك من يريد إعادتنا إلى نقطة الصفر”. وأضاف: “الرئيس برّي قام بجهد كبير ولا أعرف سبب التذاكي على بعضنا البعض”.

من جهته، قال كرامي: ” قررت الانسحاب من الجلسة بسبب ما جرى من خلوات وقرارات جانبية وهناك من يريد مساواة أهالي طرابلس بمن ذهبوا إلى إسرائيل”.

بدوره، قال عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن عبر الـ”MTV”: “يبدو أنّ الاتفاق حول اقتراح قانون العفو العام لم يُنجز بشكل كامل ليل أمس، ويبدو ان الاختلاف ما زال مستمراً والرئيس بري وضع بحكمته الاقتراح جانباً ولكن كتلة المستقبل انسحبت ونستبعد أن يمر”.

إلى ذلك، قال النائب علي حسن خليل: “كنا نتمنى ان تنتهي الجلسة بغير ما انتهت اليه وبري كان حريصا على كل مكونات الجلسة، وقد رفعها بسبب إنسحاب مكون أساسي منها”.

وكان مجلس النواب استأنف الجلسة المسائية عند الساعة السادسة، وأقر قرض الصندوق العربي للمساهمة في تمويل مشروع الإسكان بحدود 180 مليون دولار، كما جرى إقرار القانون المتعلق بهدر الغذاء.

وشدد رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان في تغريدة على حسابه عبر “تويتر” على أن “اقرار قانون القرض السكني لذوي الدخل المحدود والذي كانت لجنة المال والموارنة أقرته الاسبوع الماضي يساهم بصمود شبابنا بأرضهم في هذه الظروف الصعبة”.

وفي بداية مناقشة مشروع قانون العفو العام، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: “ما حدا يعن ويقول آخ… وحدة هذا البلد أكثر ما تتجسد في هذا المجلس، هناك آلاف المخارج، وحدة هذا البلد أهم من كل شيء، كل اللبنانيين قاتلوا اسرائيل وانتصرنا وفي موضوع كهذا لن نخسر”.

واقترح برّي التصويت على قانون العفو مادة واحدة وقال: “لنلقّن الجميع درساً بأننا نأخذ مواقف”.

من جهة أخرى، قال بري عن مسألة عودة المبعدين: “جميعنا من المدرسة نفسها وأحد أهم أساليب المقاومة الوطنية هي الوحدة الوطنية “اوعى تنسوها بحياتكن نحن واخواننا في الحزب وكل من وقف ضد اسرائيل عام 2006”.

بدوره، قال رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل أنه “لدينا موقف مبدئي ضد العفو ولكن نريد أن نتفادى مشكل في البلد ولذلك سنصوت، إمّا أن يقال لنا انو ممنوع تصوتو ضد منفل”.

وعلى الأثر، ردّ بري قائلاً: “الكلمة الأخيرة ما بدّي اسمعها”.