نقيب الصرافين ينذر بسقوط الاتفاق مع البنك المركزي حول الدولار: تخفيض المبالغ المسلمة للصرافين فهل يعود الدولار الى التحليق ؟!!

فيما كان مقررا، انّ يؤمن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الدولار لتلبية حاجة الصرافين، عبر ضخ البنك المركزي 30 مليون دولار، يمكن ان تخدم الصرافين لمدة اسبوع، على اعتبار انّ حاجة الاستيراد تبلغ حوالى 6 ملايين دولار يومياً، خفّض مصرف لبنان مؤخرا حجم ضخ الدولار، من 30 الى 7 ملايين دولار أسبوعياً، الامر الذي دفع بعضهم الى وقف بيع الدولار، بانتظار ما ستؤول اليه الاوضاع في الايام المقبلة. وأمام الوضع الراهن، حذر نقيب الصرافين محمود مراد في حديث لـ “جنوبية” من سقوط الإتفاق حول الدولار الذي جرى التوافق عليه مع حاكم مصرف لبنان والرئيس دياب، مؤكدا ان دولارات “المركزي” لا تكفي ولا إمكانية للاستمرار بهذا الاتفاق على هذا النحو.

وفي الوقت الذي ينزف فيه احتياطي “المركزي” ويقع على عاتقه تأمين الأمن الغذائي والاجتماعي والصحي، يبدو جليا ان هامش التحرك أمام سلامة أصبح ضئيلا، وبالتالي سقط الرهان على ضخ السيولة من قبل المركزي لتلبّية حاجات السوق، وخفض سعر الدولار، ما يعني عودة النشاط الى السوق السوداء وتحليق الدولار بعد ان خفت مؤخرا واستقر “انهيار” الليرة بين 7 و 8 آلاف للدولار الواحد.

في هذا السياق، أوضح نقيب الصرافين محمود مراد، في حديث لـ “جنوبية”، ان “بعد قرار ضخ العملة الصعبة أصبحت شركات الصيرفة تستحصل على 55 ألف دولار بدلا من مليون دولار في اليوم الواحد، وبالتالي لم يعد باستطاعتها تلبية سوى بندا واحدا أو بندين على الأكثر من أصل 6 بنود تقريبا واردة في التعميم رقم 6″، مشيرا ان “ثمة مؤسسات لديها عدة فروع، وهذا المبلغ غير كاف لتغطية حاجات الناس، لذا لجأت بعض المؤسسات الى التوقف عن شراء الدولار من مصرف لبنان تفاديا للإحراج والوقوع مع اشكال مع المواطنين”.

ولفت مراد أن “الاتفاق مع سلامة كان يقضي بالحصول على ما يقارب 5 أو 7 مليون دولار في اليوم الواحد، ولكن مع إعادة فتح المطار وعودة المغتربين انخفض حجم التحويلات المالية عبر المؤسسات الالكترونية من 5 مليون في اليوم الى مليون و 600 دولار، وهذا المبلغ غير كاف لتوزيعه على 21 شركة صيرفة (من أصل 43 شركة) تشتري الدولار من المركزي “.

الى ذلك أكد مراد، أن قرار بعض مؤسسات الصيرفة بالتوقف عن شراء الدولار من المركزي جاء بمبادرة شخصية، ولا يوجد قرارا رسميا بعد من قبل الصيارفة فئة (أ) بهذا الخصوص، مشيرا ان “النقابة طلبت موعدا من حاكم مصرف لبنان ورئيس الحكومة حسان دياب لشرح ما آلت اليه الأمور، والتأكيد انه إذا استمر ضخ الدولار على هذا النحو، لا يمكن الاستمرار بهذا الاتفاق”.

وتمنى مراد في الختام، ان يكون اللقاء مع سلامة ودياب في القريب العاجل، للاتفاق على آلية تمكن الصرافون الرسميون من التدخل في السوق المالي ووضع حد للسوق السوداء التي تتحكم بسعر الدولار بشكل مشبوه”.

المصدر: جنوبية