كتبت ليلي جرجس في صحيفة النهار:
لم تطل رحلة إليسا على الأرض، 6 سنوات قبل أن ترحل هذه الملاك وتترك أوجاعها وابتسامتها ووجهها الطفولي الجميل. أغمضت عينيها وغابت عن هذه الدنيا.
بريئة وجميلة، ضحكتها وعيناها تجعلك تتمعن في صورتها التي نُشرت على صفحة مركز الشمال للتوحّد (NAC). وبكلمات مؤثرة ودّع المركز الطفلة إليسا " في ملاك زغير كان كل يوم يجي على المركز مبسوط وعيونو عم يلمعو... اليوم ترك رفقاتو، وطلع عالسما. إليسا مش قادرين نصدق.. منحبك كتير كتير ورح نشتاق لضحكتك ولعيونك الحلوين منرفع صلواتنا".
يتحدث والدها طوني الشامي لـ"النهار" عن حياة إبنته القصيرة، يقول "كانت إليسا طفلة تكبر وتنمو أمامنا، كانت في عزّ حركتها وكلماتها، إلا أنها على عمر السنتين والنصف لم تعدّ تتكلم. وبعد استشارة أكثر من 7 أطباء أجمعوا على أنها تعاني من طرف توحّد، وتحتاج إلى عناية خاصة. هكذا بدأت إليسا رحلتها في مركز الشمال للتوحّد حيث كانت تكتسب المهارات وتعزز صلة التواصل."
كانت إليسا تقول بعض الكلمات قبل أن يكتشف والداها أن هناك مشكلة في توقفها عن الكلام، كانت تردد بعض الكلمات والأسماء إلى أن توقفت كلياً عن الكلام. لم يكن الأمر سهلاً، محاولة البحث عن أجوبة استغرقت وقتاً، ومن طبيب إلى آخر والكل يُشخّص الحالة "بطرف التوحّد".
برأي والدها "كانت إليسا تتابع اكتساب مهاراتها في المركز قبل أن نكتشف منذ سنتين أنها تعاني من سرطان حميد في رأسها. كان الخبر صدمة بالنسبة إلينا، وما زاد من وجعنا وقلقنا أنه لا يوجد أي علاج لها بعد مراجعة عدد من الأطباء. كان على إبنتي أن تواجه هذا الورم بعزم وقوة، لكن أكثر ما يؤلمني غياب العلاج لها. ناضلت لأكثر من سنتين مع هذا الورم، وتداخلت الأمور الصحية ببعضها."
وفق الشامي "أُصيب والدي بالكورونا، ولم نعرف ما اذا كان قد نقل العدوى إلى إليسا. كل ما أعرفه أنها نامت ولم تستيقظ، توفيت دون أن نفهم سبب الوفاة. أهو الورم في رأسها او كورونا أو الاثنان معاً. ما أعرفه أن "الله عطانا اياها ورجع أخدا منا، هيدي حكمته وإرادته". لقد دفنتُ ابنتي بألم وحسرة، كما دفنتُ والدي، خسرتُ قطعة من قلبي وكان كل شيء سريعاً."
لقراءة المقال كاملاً: ليلي جرجس- النهار