هذان الرجلان يتلاعبان باللّيرة اللّبنانية

كتب منير قبلان في موقع احوال ميديا:

تطبيقات سعر صرف اللّيرة في لبنان باتت المتحكّم الأساسي في الدولة وفي كافة المؤسّسات التّجارية وفي حياة كل المواطنين، حتى غدت المرجع الوحيد في التعاملات، وفي البيع والشّراء.

في المحصّلة أصبحت هذه التطبيقات المسيطر الأوّل على الوطن أجمع، وهي التّي تحدّد قيمة ليرتنا، دون الاستناد إلى أسس علميّة لتسعير اللّيرة، وإنّما حسب مزاجيّة صاحب التّطبيق.



كثر هم الخبراء الذّين رفعوا الصّوت عاليًا للكشف عن هويّة من يختبئ خلف هذه التطبيقات، وإيقافه ومحاسبته، نظرا لما تسببته هذه التطبيقات بالعملة اللّبنانية من انهيار شامل، والحبل على الجرّار، إلّا أنّ أحدًا لم يستجب.

الباحثان الأمنيّان حسن بدران ومجد دهيني وف حديث خاص لـ”أحوال” أكّدا أنّ تطبيق USD Market الأكثر انتشارًا في لبنان يعود إلى عمرو الشاوي وهو صاحب الفكرة و المدبّر الأساسي لها، وهو سوري الجنسيّة ولديه عنوانان في السّعودية وألمانيا،

أما المبرمج فهو وليد الحسن الذي يعمل لصالح الشّاوي وكان مقرّه في إدلب السوريّة ثم انتقل إلى تركيا، ولفت الباحثان إلى أنّ هناك ثلاثة تطبيقات للدولار، واحدة تغطي سعر صرف الدولار في لبنان وواحدة في سوريا ولبنان وتركيا، والثالثة في سوريا فقط.



من خلال تقنيّة الهندسة العكسيّة التي أجريناها على تطبيق ال usd market تبيّن أنّ المبرمج كان قد نسي اسمه في (الكود) البرمجيّ وهو وليد الحسن، وبعد بحث معمّق على الإنترنت إستطعنا استخراج بعض حسابات المبرمج وليد الحسن ونشاطاته، ومن خلال الهندسة العكسيّة لتطبيقاته الثلاثة، تبيّن أنّ المبرمج اتّبع نفس أسلوب البرمجة في جميع التطبيقات، هذا ما يؤكد ويحسم أن التّطبيقات كلها تعود لمبرمج واحد، وفق ما أكّده بدران ودهيني.

ويشر الباحثان الأمنيّان إلى أنّ هناك عدّة طرق لإيقاف هذه التطبيقات من خلال الدّولة عبر القانون الدولي وتوقيف أصحابها، كما يمكن للمواطنين إجراء تبليغات بأعداد كبيرة على هذه التطبيقات في البلاي ستور والآبل ستور وسيتم إيقافها.



ولفت الباحثان إلى أنّ الأجهزة الأمنية تواصلت معهما، وأبدى الرجلان كل تعاون مع أجهزة الدّولة، كذلك إمكانيّة التّوسّع بالبحث للكشف عن المزيد من المعلومات عن أماكن تواجد الشّاوي والحسن، لكنّ الأمر بحاجة إلى حمايتهما من قِبَل الدّولة.



إذن رجلان غير لبنانيان أمعنا في هدم اللّيرة اللبنانيّة، حتى فقدت قيمتها، وذلك عبر تطبيق رخيص صمّماه، لكن الطّامّة الكبرى لدى الشّعب الذي جعل من هذه التطبيقات آلهة، فيرجع لها عند كلّ عمليّة بيع وشراء، فأصبحت المرجعيّة الأولى في تحديد أسعار التداولات، فيرفع الحسن سعر الدولار كما يشاء معلّمه الشّاوي ومتى يشاء،

ومع هذا الارتفاع تهبط اللّيرة أكثر فأكثر، ومن هنا تبرز الدعوة إلى من يحمّل هذه التّطبيقات بضرورة التبليغ عنها، وفق ما أشار الباحثان، وعلى الدّولة أن تبادر إلى تسخير كلّ إماكناتها لتوقف هذه التّطبيقات بشكل نهائي، وتجرّم أمام القضاء الدولي من ساهم بتدمير العملة الوطنيّة ومعها الاقتصاد اللّبناني.