كتبت باولا عطية في "نداء الوطن": يتأرجح سعر الخبز في لبنان زيادة أو نقصاناً، منذ أول إعلان لوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة برفع ثمن ربطة الخبز 900 غرام الى 2000 ليرة، فمن حزيران الـ 2020 حتى أيار الـ2021 (أي بأقل من عام) طالت ربطة الخبز 3 زيادات، ليصل سعر ربطة الـ960 غراماً إلى الـ3000 ليرة (أي ضعف السعر القديم) مسجلة "أعلى مستوياتها" بزيادة تخطت الـ 100%، ليعود وينخفض السعر الى الـ2500 ليرة.
للوهلة الاولى نعتقد أننا أمام مراقبة دقيقة لأسعار أسهم البورصة، حيث أن المواطن اللبناني أصبح على موعد أسبوعي مع سعر ووزن جديدين لربطة الخبز. وآخر صيحات "أزمة الخبز" في لبنان، حصر بيع الربطات داخل الأفران، ومطالبة المواطنين بتأمين أكياس "النايلون" للحصول على الأرغفة. ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية المترافقة مع انهيار حاد لقيمة العملة الوطنية مقابل الدولار، تحيط اللبنانيين مخاوف عديدة حول مصير أسعار السلع والمواد الغذائية لا سيما الأساسية منها كالمحروقات والأدوية والخبز.
4 عوامل أساسية تتحكم بسعر الخبز
وسط الأزمة المالية التي يمرّ بها لبنان أصبح سعر الربطة مرهون بـ4 عوامل:
- العامل الأوّل: سعر القمح في البورصات العالمية: والذي يتّجه إلى مزيد من الإرتفاع، بسبب زيادة الطلب على الحدود نتيجة رفع الدول مخزوناتها من هذه المادة تخوفاً من اشتداد أزمة "كورونا" وتأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية.
- العامل الثاني: سعر صرف الدولار في لبنان: والمرجح أن يسلك إتجاهاً تصاعدياً، وسط غياب أي حلحلة حكومية أو إرادة للبدء بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي.
- العامل الثالث: دعم مصرف لبنان حيث أعلن وزير المالية السابق علي حسن خليل أنه في أواخر شهر أيار سيرفع الدعم لأن احتياطات مصرف لبنان لن تكفي لأكثر من شهر.
- العامل الرابع: توفّر المحروقات: ويعاني لبنان من أزمة محروقات حادّة حيث ترفع محطات التعبئة خراطيمها مع نهاية كل أسبوع بانتظار الأسعار الجديدة والكميات التي ستستلمها في بداية كل أسبوع جديد.
نسبة دعم الطحين لا تتخطى الـ3% من مجمل الدعم
في هذا الاطار يرى الخبير الاقتصادي وليد أبو سليمان في حديث لـ"نداء الوطن" أنّ "هناك عملية شدّ حبال أو كباش بين نقابة الافران ووزير الاقتصاد راوول نعمة"، لافتاً إلى أنّ "الدعم المخصص للقمح يقدّر بحوالى الـ150 مليون دولار سنوياً من أصل مجمل الدعم وهو 6 مليارات دولار، أي أنّ نسبة دعم الطحين لا تتخطى الـ3%"، وهو ما اعتبره أبو سليمان "رقماً منخفضاً جداً بالنسبة الى سلعة أساسية كالخبز والتي تعدّ من أبسط مقوّمات الحياة والعيش".
وأضاف أبو سليمان: "في حال نفد الاحتياط من العملات الصعبة لن يبقى دعم السلع خياراً. وبالتالي سندخل في نفق مظلم مجهول المصير، حيث سيتم استيراد القمح وفق سعر صرف السوق السوداء وليس على السعر الرسمي 1500 ليرة، وبالتالي قد يتوازى سعر الربطة مع سعر صرف الدولار في السوق السوداء".