الحريري عاجز عن سلوك دروب بعبدا.. وبن سلمان: لا نثق به.. ومرشّحنا نواف سلام!

الحكومة تغرق أكثر وأكثر. أما الرحلات الخارجية لسعد الحريري فتحوّلت إلى فولكلور يسعى من خلاله إلى إضاعة الوقت، علّ محمد بن سلمان يعطف عليه بلقاء. لكن بحسب المعلومات، فإنّ الأخير لا يزال مصرّاً على إسقاط لبنان من حساباته. وأكثر من ذلك هو لا يثق بالحريري لرئاسة الحكومة ويفضّل نواف سلام عليه.

لم يجد الرئيس سعد الحريري بعد بديلاً من تضييع الوقت في زيارات خارجية يحمّلها أكثر مما تحتمل، منتظراً دعوة لا يبدو أنها ستصل يوماً. فالديوان الملكي السعودي أسقط الحريري من حساباته، حتى بدأ يتحدث عن البديل.


وبحسب ما نقل عن مسؤول عربي كبير زار السعودية أخيراً، والتقى وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، طارحاً عليه ضرورة مساعدة لبنان للخروج من أزمته، رفض الأخير تقديم أي مساعدة للبنان، مشيراً إلى أن بلاده “دفعت 20 مليار دولار بعد عام 2005 في لبنان، وهي غير مستعدة لتكرار التجربة، لأن اللبنانيين يرفضون مساعدة أنفسهم”. وقال ابن سلمان لضيفه: “نحن لا نثق بسعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية، ومن يطمئننا نحن والأميركيين هو نواف سلام”.

كلام محمد بن سلمان عن دعم نواف سلام يمكن عطفه على كلام تردّد أن مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد هيل قاله للرئيس نجيب ميقاتي على مائدة الإفطار، عندما زار بيروت. ونقل عن هيل قوله إن الأزمة في لبنان حادة إلى درجة أنها لا تُحلّ إلا باستقالة ميشال عون أو تنحّي سعد الحريري. ولكن بما أن استقالة ميشال عون غير ممكنة لأسباب شخصية وتاريخية، قد يكون الحل بتنحّي الحريري. عندها سأل هيل ميقاتي: لماذا لا تتولى أنت رئاسة الحكومة؟ إلا أن الأخير رفض ذلك. لكن عندما سئل ميقاتي عمّا نُقِل عن لسان هيل، نفى ذلك نفياً قاطعاً، محيلاً سائليه على الرئيس فؤاد السنيورة والنائب ياسين جابر اللذين كانا على مائدة الإفطار قرب ميقاتي وهيل.


بصرف النظر عن مدى صحة ما نقل عن هيل، فإن ذلك يتوافق مع ما يقوله كل من يلتقي مسؤولين أميركيين وعرباً وأوروبيين. فهؤلاء يؤكّدون أن لا أحد يتمسك بسعد الحريري إلا الفرنسيين والمصريين. والأخيرون سبق أن عبّروا عن ذلك بإلغاء زيارة الرئيس حسان دياب إلى القاهرة، بالرغم من الاتفاق عليها. كما عبّروا عن ذلك عندما زار وزير الخارجية المصري سامح شكري بيروت وتجنّب زيارة السرايا الحكومية، بالرغم من العلاقة التاريخية بين مصر ورئاسة الحكومة اللبنانية، والتي تعود إلى عام 1943.


بالعودة إلى الحريري، الذي لا يزال عاجزاً عن سلوك دروب قصر بعبدا، فقد طمأن إلى أن رحلاته الخارجية ليست سياحية، مشيراً إلى أن “ما أقوم به اليوم هو استباق لتشكيل الحكومة، وحين أشكل الحكومة أباشر فوراً بالعمل وأكون قد تحدثت سلفاً مع كل الأفرقاء الذين سيأتون إلى لبنان، وحينها نتمكن جميعاً من النهوض بلبنان”.

في محطته الفاتيكانية، أمس، التقى الحريري البابا فرنسيس، ثم عقد اجتماعاً مع أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر العلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغير.

الأخبار