زراعة التبغ بدأت في الجنوب وسط ارتفاع في التكلفة..."نلملم الموسم من بين القنابل العنقودية التي قد تنفجر بنا في أي ساعة"

باشر مزارعو التبغ في الجنوب والنبطية زراعة أراضيهم، وقد ارتفعت تكلفة الزراعة بعد انهيار العملة الوطنية وارتفاع سعر صرف الدولار لأن متطلبات الزراعة تباع بالدولار ما كبد المزارعين خسائر فادحة، بالاضافة إلى أن استمرار انتشار القنابل العنقودية الإسرائيلية في الأراضي التي تزرع تبغا، تعوق هذه الزراعة، فيما أن الجرحى الذين أصيبوا بتلك القنابل معظمهم من المزارعين والرعاة، وناهزوا الـ400 جريح، كما أن تلك القنابل تسببت باستشهاد ما لا يقل عن 60 مواطنا منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على الجنوب في آب 2006.

في الجنوب 16 ألف مزارع تبغ، والمساحة المزروعة تبغا 50 ألف دونم. يحتاج هذا النوع من الزراعة إلى أيد عاملة وبذار وأسمدة ومياه، وقد ارتفعت الأسعار وبلغ الأجر اليومي لـ "السقا" 150 ألفا و"الغليل" 60 ألفا و "رامي البوج" 30 ألفا، وهي أسعار تضاعفت عن العام الماضي، نجدها باهضة إذا قارناها بالأسعار التي تعطى للمزارعين عند انتهاء موسم التبغ، إذ لحظت إدارة التبغ زيادة سعر الكيلو وهي طفيفة وإن المزارعين يطالبون بأن يكون سعر كيلو التبغ 35 الفا، لأن الزراعة تتطلب تكاليف باهظة وتمتد سنة كاملة.

فقيه
وفي هذا الإطار قال نائب رئيس الاتحاد العمالي العام رئيس اتحادات مزارعي التبغ في لبنان المهندس حسن فقيه لـ "الوكالة الوطنية للاعلام": "لقد انطلق المزراعون في زراعة أراضيهم بالتبغ لهذا العام بعد ان حرثوها وهناك كمية ثابتة تزرع في الجنوب وتبلغ 50 الف دونم، وهناك 16 ألف عائلة تعمل في هذه الزراعة جنوبا وتعيش منها وتزرع في قرى رميش، عيتا الشعب، عدشيت، الصوانة ويحمر. نتمنى أن يكون الانتاج هذه السنة جيدا، وكنا نتمنى أن يكون هناك زيادة للمساحات المزروعة حتى يتسنى للعديد من العائلات العمل، لكن ندرك حجم المسؤوليات الملقاة على الريجي والمالية العامة".

أضاف: "العام الماضي اضطرت المرجعيات السياسية والنقابية الى زيادة أسعار الكيلو وتعويض المزارعين نتيجة الخسائر التي لحقت بمزروعاتهم بسبب انهيار العملة الوطنية بعدما بلغ الدولار ارتفاعا صاروخيا، فكانت زيادة 50 في المئة على كيلو التبغ، ونأمل أن تعود الأسعار الى سابق عهدها حتى يستطيع المزارع الاستفادة من هذه الزراعة. المتطلبات الزراعية ترتفع والمزارع مكانه لذلك نحن مع ضم مزارعي التبغ للضمان الصحي والاجتماعي وتقديم التسليف الزراعي له بفائدة صفر في المئة. نحن متروكون للبنوك التجارية، وفي حوار دائم في إدارة حصر التبغ والتنباك، نطالب بزيادة الأسعار وسنعمل جاهدين على دعم المزارعين بالتعاون مع الريجي ووزارة المال، ولا نقبل بأن تبقى الأسعار السابقة كما هي وكلفة الزراعة في ارتفاع متزايد".

وقال المزارع محمد علي قاسم من يحمر أن "تكلفة زراعة الدونم الواحد من التبغ تصل الى مليون ونصف مليون، بين حراثة ومياه وزراعة، لذلك نناشد الرئيس نبيه بري ونقابة التبغ ووزارة المال ضرورة أن يكون سعر كيلو التبغ بين 35 و50 الفا حتى يرد بدل التعب المضني طوال العام في السهر على الزراعة والقطاف، وما تتطلبه تلك الزراعة التي لو وجدنا غيرها لتركناها".

ورأت سعدى محمد أن "التكاليف الزراعية مرتفعة والمسؤولون لا يبالون بمزارعي التبغ الذين يبقى حقهم مهدورا كونهم غير قادرين على الاضراب، ونحن نلملم الموسم من بين القنابل العنقودية التي قد تنفجر بنا في أي ساعة".