صافرات إنذار وأصوات انفجارات... هذا ما يجري في القدس المحتلة

تشهدُ الساحة الفلسطينية تطورات متسارعة وسط احتدام المواجهات العنيفة في القدس الشرقية المحتلة، في وقتٍ اجتمع مجلس الأمن بشأن ما يحصل من دون تبني أي موقف.

وأعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، عن إطلاقها صواريخ باتجاه إسرائيل، وقد سمعت أصوات صافرات الانذار في القدس، وفق ما ذكرت وكالة "فرانس برس".



وبحسب شهود عيان، فقد أطلقت عشرات الصواريخ من شمال وشرق قطاع غزة في اتجاه إسرائيل، أسقطت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية عدداً منها.



وكانت "كتائب القسام" حذرت الدولة العبرية من التصعيد، وأمهلتها حتى السادسة من مساء الإثنين "لسحب قواتها والمستوطنين من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح" في القدس الشرقية المحتلة والتي كانت مسرحاً لمواجهات عنيفة خلفت أكثر من 300 إصابة حتى ظهر الإثنين.

وفي السادسة مساء بالتوقيت المحلي، قال الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" في تغريدة إن كتائبه "وجهت ضربةً صاروخيةً للعدو في القدس المحتلة رداً على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة وتنكيله بأهلنا في الشيخ جراح والمسجد الأقصى".

وتابع ابو عبيدة: "هذه رسالة على العدو أن يفهمها جيداً، وإن عدتم عدنا وإن زدتم زدنا"، في إشارة ضمنية إلى إطلاق مزيد من الصواريخ في حال ردت إسرائيل.



وعادة يرد الجيش الإسرائيلي على مثل هذه الهجمات بسلسلة غارات جوية على قطاع غزة.



من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها "استهدفت جيباً صهيونياً شرق غزة بصاروخ موجه من نوع كورنيت".

إخلاء الحائط الغربي (البراق)

ومن العوامل التي أدت إلى التوتر في الأسابيع الأخيرة في القدس الشرقية هو تهديد عائلات فلسطينية في حي الشيخ جراح بإخلاء منازلها لصالح مستوطنين يهود.

واليوم الإثنين، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان مقتضب، إخلاء الحائط الغربي (البراق) الذي احتشد فيه الآلاف لإحياء يوم توحيد القدس بعد ضمها، إثر المواجهات المندلعة في القدس الشرقية المحتلة.

وقالت الشرطة في بيانها "بدأت قوات الشرطة المتواجدة في حائط المبكى بإجلاء مئات الموجودين إلى أماكن آمنة".

كذلك، ألغيت الإثنين مسيرة الأعلام الخاصة بإعلان توحيد القدس بعد ضمها في العام1967 والتي كانت من المقرر أن تصل إلى البلدة القديمة.

مجلس الأمن يجتمع.. ولا موقف

إلى ذلك، اجتمع مجلس الأمن الدولي، الاثنين، بشكل عاجل لبحث المواجهات في القدس، لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أنه من "غير المناسب" توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين.

وقالت المصادر نفسها إن المفاوضات ستستمر بشأن نص يُتوقع أن تخفَّف لهجته مقارنة بالوثيقة الأولية التي اقترحتها النروج على الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الذي دعته تونس للانعقاد.



وطالبت مسودة الإعلان هذه التي اطلعت عليها فرانس برس وقُدمت بالاشتراك مع تونس والصين "إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد" التي تلحق بالفلسطينيين "بما في ذلك في القدس الشرقية".

كما تضمنت الوثيقة إعراب المجلس عن "قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية" حيث خلفت المواجهات مئات الجرحى خلال يوم الإثنين وحده.

وشددت على "أهمية أن تمتنع (جميع الأطراف) عن اتخاذ إجراءات أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم التوترات وتقوض قابلية تطبيق حل الدولتين".

وتدعو الوثيقة المقترحة كذلك إلى "ضبط النفس والامتناع عن كل استفزاز وخطاب (تحريضي) والحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة واحترامه".

وقال دبلوماسي إن الولايات المتحدة أوضحت لشركائها خلال اللقاء المغلق الذي عقد عن طريق الفيديو أنها "تعمل خلف الكواليس" لتهدئة الوضع و"ليست واثقة من أن إصدار إعلان في هذه المرحلة سيساعد