مصادر صحفية تكشف تفاصيل عن نسب النجاح في امتحانات الثانوي بين المواد... "ظلم" في مادة وحيدة... ماذا في التفاصيل وموعد اعلانها القريب جداً؟

تحت عنوان "نسب النجاح بامتحانات الثانوي مرتفعة جداً.. وطلاب ظلمهم التاريخ"، كتب وليد حسين في المدن:

يستطيع طلاب لبنان، الذين ينتظرون نتائج الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوي، الاطمئنان. فالنتائج التي ستصدر بعد نحو عشرة أيام على أبعد تقدير، ستكون جيدة في المواد كلها، وستكون نسب النجاح مرتفعة. وهذا ما ظهر من خلال تصحيح المسابقات في الأيام السابقة.

نسب النجاح مرتفعة
وعد الوزير طارق المجذوب ووفى بوعده، منجزاً هذا الاستحقاق. فهو لم يقدم على منح الإفادات التي تضرب المستوى التعليمي أكثر من ما كان عليه في السنتين الفائتين. ومن بذل من الطلاب مجهوداً حتى لو لم يكن كبيراً، سيستحق شهادة، على الرغم من الطعن بمستواها التربوي، لكنها أفضل الممكن.

وكانت أعمال تصحيح مسابقات الشهادة الثانوية قد بدأت يوم الإثنين الفائت في بيروت، وانتقلت إلى المناطق. علماً أن أعمال تصحيح امتحانات الطلبات الحرة لشهادة المتوسط انتهت منذ نحو يومين، ويفترض أن تصدر النتائج في غضون نهاية الأسبوع المقبل.



وقال الأساتذة أن التصحيح في دائرة امتحانات بيروت كان جيداً على المستوى اللوجستي، لأن المركز مجهز بالمكيفات والكهرباء. أما في المناطق، فعانى الجميع من الحر الشديد، لأن المدارس غير مجهزة حتى بطاولات وكراسي جيدة، فاستخدمت طاولات الطلاب. وشكوا من غياب الكهرباء أو اقتصار الأمر على تشغيل مراوح للهواء.
ووفق مصادر "المدن" ستصدر النتائج النهائية في غضون 16 آب على أبعد تقدير، وستكون نسبة النجاح مرتفعة. ولن تتجاوز نسبة السقوط 10 في المئة، كما بدا من أعمال التصحيح. وذلك بسبب التساهل في أسئلة الامتحانات، وفي معايير التصحيح. ويفترض أن تنتهي أعمال التصحيح يوم غد الجمعة. لتنتقل الأعمال إلى لجان التدقيق، التي تحتاج إلى يومين في مطلع الأسبوع المقبل، ونحو يومين لفرز النتائج، وبضعة أيام لإعلانها.

التساهل في الباريم
وكانت لجان المصححين والمشرفين والمدققين اجتمعت تباعاً، وقررت التساهل بشكل كبير في معايير تصحيح المسابقات (الباريم) والأخذ في الاعتبار أن الطلاب عانوا من عام دراسي سيء للغاية، لم تتمكن خلاله إلا نسبة قليلة من الطلاب من التعلم عن بعد. وكشفت المصادر أنه تم التوافق على التساهل مع الطلاب إلى أقصى الحدود. ففي السنوات السابقة كانت معايير احتساب أجوبة الطلاب متشددة، لكن حالياً طلب من المصححين مراجعة المسابقة جيدا قبل وضع العلامة، والبحث عن أي إجابة لمنح الطلاب علامات.
وشرحت المصادر أن المصححين كانوا في السابق يزنون إجابة الطالب حسب الأفكار التي تزيد عن المطلوب منه، كي يصيب السؤال، وكانوا يحتسبون إجابته خطأ. لكن حالياً طلب منهم احتساب الإجابة صحيحة. مثلاً، عندما يطلب من الطالب الإجابة بثلاث أفكار ويجيب بخمس أفكار كان يُنظر إلى الأفكار الثلاثة الأولى وتوضع العلامة صحيحة في حال أجاب عليها. ولا يؤخذ بالاعتبار السببان المتبقيان في حال كانت الفكرتان الأولتان خاطئتين. وكانت توضع له علامة خطأ. أما هذه السنة فطلب من الأساتذة مراجعة الأفكار الخمس، وفي حال عثر المصحح على الأفكار الثلاثة مبعثرة تحتسب له علامة صحيحة. وفي هذه الحال يحصّل الطالب علامات كاملة أو جزئية، في حال لم يجب على السبب المطلوب.

ظلم في التاريخ
وأضافت المصادر أن الطلاب بذلوا في المواد الاختيارية مثل التاريخ جهداً في الحفظ. وكانت المسابقات سهلة جداً، وجعلت حتى الطلاب الذين لم يدرسوا جيداً قادرين على الإجابة على معظم الأسئلة. وتبين في التصحيح أن طلاباً كثراً أجابوا على جميع الأسئلة، وبالتالي يستحقون الحصول على علامة كاملة. لكن تقرر في اللجان عدم منح الطلاب علامة كاملة، وطلب من المصححين البحث عن أي خطأ، حتى لو لغوي أو إملائي، كي لا يضعوا علامة عشرين على عشرين، أو ثلاثين عن ثلاثين، والاكتفاء بعلامة 19 أو 18 من عشرين. علماً أنه في مواد مثل التاريخ أو التربية وغيرها لا يحاسب الطالب عادة على الأخطاء اللغوية، بل على مدى فهمه للمحتوى والإجابة على السؤال. لذا، وتجنباً لأي انتقادات قد تطال لجنة الامتحانات بأنها تساهلت كثيراً، ولتخفيض عدد الطلاب الناجحين بتفوق، تقرر عدم وضع علامة كاملة.

تجنب الانتقادات
ودفعت قرارات اللجان المصححين إلى عدم بذل مجهود كبير في تصحيح هذه المسابقات، ووضع علامة ناقصة لتجنب تدقيق لجان المدققين بالعلامات التامة وإعادة تخفيضها، ولتوفير الوقت وتصحيح عدد أكبر من المسابقات. لذا تنتقد المصادر أنه في مقابل التساهل في معايير التصحيح لإنجاح أكبر قدر ممكن من الطلاب، تعرض الطلاب المتفوقون لظلم قرارات لجان الامتحانات في عدم الحصول على علامات تامة، وتقليص عدد الطلاب الذين ينالون علامة كاملة، رغم أنهم يستحقونها.

ولفتت المصادر إلى أن المصححين لاحظوا عمليات غش فاضحة أقدم عليها طلاب. ما استدعى من المصححين عدم هدر الوقت في تصحيح المسابقة كلها والاكتفاء بوضع العلامة عينها لجميع الطلاب. وتبين أن نسبة لا بأس بها من المسابقات كانت منسوخة بشكل كامل بين الطلاب، حتى في أخطاء الإجابة بما فيها اللغوية. وهذا يدل على أن المراقبين نهار الامتحانات كانوا متساهلين مع الطلاب ليتساعدوا في ما بينهم.



وأكدت المصادر أن النتائج التي سيحصل عليها الطلاب ستكون جيدة، كما بدا من خلال التصحيح في المراكز. وبالتالي ستكون نسبة النجاح مرتفعة، كما سيظهر بعد نحو عشرة أيام.