كتب رضا صوايا في جريدة الاخبار تحت عنوان "قناديل الكاز «تتألّق»: عودة إلى «السراج» و«الفتيلة»!":
في ظل شلل الدولة يلجأ كلّ إلى حلول تقيه الظلمة بحسب إمكانياته. لكن المفارقة تكمن في أن حتى الحلول البدائية التي ارتضى الفقراء الاعتماد عليها قهراً قد لا تكون في المتناول
رغم أن الأزمة الاقتصادية ساوت بين اللبنانيين إلى حد كبير في الذل أمام المحطات والصيدليات والأفران وينابيع المياه، إلا أن بعض أوجهها عمق من الفروقات الاجتماعيّة بينهم، كما في أزمة الكهرباء التي تزيد من حدة الشرخ، ليس بين أبناء «الوطن الواحد»، بل بين سكان المبنى نفسه.
الميسورون وجدوا في أنظمة الطاقة الشمسية حلاً للخروج من العتمة في ظل تدهور إنتاج شركة كهرباء لبنان وشح مادة المازوت واعتماد أصحاب المولدات الخاصة تقنيناً قاسياً وتسعيرة عالية. وقد أظهر استطلاع أجراه «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدوليّة» في الجامعة الأميركية في بيروت، وشمل 20 شركة تعمل في مجال الطاقة الشمسيّة، ارتفاعاً في طلبات تركيب أنظمة الطاقة الشمسية بين كانون الثاني وتموز الماضيين، يصل إلى خمسة أضعاف أرقام العام الماضي.
مقابل هذه الفئة التي ستعيش في «العصر الحديث»، غالبية عظمى من اللبنانيين (82 في المئة نسبة من يعيشون في فقر متعدد الأبعاد بحسب «إسكوا»)، ستعود قروناً إلى زمن القنديل وعصر ما قبل اكتشاف الكهرباء. فقد زاد الإقبال على قناديل الكاز بشكل ملحوظ منذ نحو عام ونصف عام، «وبلغ الذروة منذ نحو شهرين مع تفاقم أزمة الكهرباء، حتى بتنا نقنّن في البيع ولا نعطي الزبون أكثر من قنديل لخدمة أكبر عدد ممكن من الأشخاص»، بحسب المسؤول في مؤسسة «سوق باز الأصيل» وسام البنا. الإقبال المستجدّ يأتي «بعد سنوات طويلة تحوّل فيها قنديل الكاز ديكوراً. لكنه، بسبب الأوضاع، استعاد أمجاده الغابرة وزاد الطلب حتى نفدت الكميات التي كانت مخزّنة لسنوات واضطررنا للاستيراد من سوريا». زيادة الطلب شملت الـ«لوكس» أيضاً، «لكن بدرجة أقل نظراً إلى ارتفاع سعر الغاز، وغلاء سعره (500 ألف ليرة للصيني و350 ألفاً للسوري) مقارنةً بقنديل الكاز».
لقراءة المقال كاملا: رضا صوايا - الاخبار