"شنّ الصحفي الكويتي أحمد عبد العزيز الجارالله في إفتتاحية "السياسة الكويتية"، هجوماً لاذعاً على أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله على خلفيّة خطابه الأخير الذي تحدّث فيه عن أن حزب الله يمتلك 100.000 مقاتل".
وجاء في الإفتتاحية التالي:
"عندما يخرج حسن نصرالله ويقول إن لديه مئة ألف مقاتل، عدا الأنصار والمؤيدين، و"ذلك من أجل حماية لبنان"، ففي هذا الأمر الكثير من صفاقة التحدي إلى حد الغرور القاتل، لأن هذا القابع في أحد السراديب منذ 15 عاماً، لا يهدد حزباً لبنانياً كما زعم، إنما جميع اللبنانيين، بل العرب أيضا الذين يرون فيه، مجرد عميل مأجور ينفذ الأجندة الإرهابية الإيرانية بحرفيتها، ويؤكد ما درجت على التحذير منه غالبية الدول، وهو أن هناك احتلالاً إيرانياً مقنّعاً للبنان، وهو نموذج عما تسعى طهران إلى تحقيقه في الدول التي تدخلت فيها، أمنياً وسياسياً.
هنا على اللبنانيين، الشيعة قبل السنة، والدروز، والموارنة والمسيحيين عموما أن يشكروا سمير جعجع، وحزب "القوات اللبنانية" الذي نزع القناع عن الوجه البشع لما يسمى "حزب الله" وكشف ما يخفيه من غل وعداء لبقية الطوائف، فهذا العدد الهائل من المقاتلين يفوق عديد جيشهم الوطني، وتسليحه.
مكابر وأفّاك من يمالئ ميليشيا نصرالله التي ساحت طوال 39 عاماً بدم اللبنانيين، فارتكبت المجازر في بيروت مرات عدة، والجنوب أيضاً حين شنت حربها على مكونات سياسية أخرى، غالبية منتسبيها من الشيعة، وكذلك في البقاع، وضد الفلسطينيين والسوريين، قبل أن تستغل الحرب الأهلية في سورية لتدخل من بوابة دعم جيشها، فيما كان هدفها بسط النفوذ الإيراني، وهو ما تنبه إليه السوريون أخيراً، وبدأوا طرد حزب الكبتاغون والأمونيوم من بلدهم.
لقد حاول نصرالله في كلامه أول من أمس إلباس باطله حقاً بزعم الدفاع عن لبنان، فيما كان يهيئ المسرح لحرب أهلية جديدة، على مبدأ “الأمر لي” و”أريكم ما أرى”، وإما فإن هؤلاء المئة ألف جاهزون لاجتياح مدنكم وقراكم، على غرار ما فعلوه في سورية، وكذلك اليمن والعراق، وفي الوقت نفسه أرسل رسالة واضحة إلى قيادة الجيش اللبناني مفادها إما تبقى القوات المسلحة على الحياد وإلا سيقاتلكم المئة ألف.
هذا المأفون المزهو بغروره يجر الشيعة اللبنانيين إلى مقتلة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، نعم فهو سيقاتل بدمهم وجثثهم حين يستعدي عليهم بقية الطوائف اللبنانية، ولهم في هذا الشأن أمثلة عدة، بدءاً من حرب العام 1993 مروراً بعناقيد الغضب وصولاً إلى حرب" لو كانت أعلم" في العام 2006، وماذا كانت نتيجتها، ومن كان المتضرر منها.
لم يعد أمام الشعب اللبناني اليوم أي مفر من مواجهة هذه العصابة الإرهابية التي جوَّعته وعزلته عن العالم، وجعلت العرب يهربون من لبنان وكأنه مصاب بالطاعون، وهو الوصف الدقيق الذي أطلقه وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز إثر قرار إدارة الرئيس رونالد ريغان منع السفر إلى لبنان عام 1985، والذي يبدو أنه لم يُشفَ منه حتى اليوم لأن الترياق لم يأت بسبب الخوف من هذا المرض القاتل المسمى "حزب الله".
لا بد أن ندعو اللبنانيين هنا إلى أن يخشوا الله ببلدهم، ويتحدوا خلف سمير جعجع قائد المقاومة الحقيقية لمواجهة هذا المرض العضال، وإلا فإن سكاكين القتلة ستفعل بهم كما فعلت في سورية والسوريين، وحينها لن ينفع الندم