من أيام ما كانت الليرة بألف خير ما كانت الكهرباء ب صور بخير... فكيف هلق؟".... هي عبارة آمن بها الكثير من أهالي قضاء صور، بين المدينة والبلدات المجاورة، وكان في المنطقة "مشروع بحثي تحقيقي في الفارق بين الساعات المسجلة في الادارة المركزية في بيروت وساعات التغذية الفعلية في المدينة ما لبث ان "جمد".... إلا أن ما يحصل مؤخراً يدعو للريبة والتساؤل "المشروع" !!
"مجبر لا بطل"... سلم الشعب الصوري بقوانين التقنين التي فرضها أصحاب المولدات الكهربائية الخاصة، بحجة ارتفاع كلفة المازوت والصيانة وارتباطها الوثيق بجنون الدولار في السوق السوداء، ناهيك عن "حرصهم الدائم على المواطنين ولتجنب الارتفاع الصادم بالفاتورة"... انصاع السكان كعادتهم، وخضعوا لمن "سُلموا" رقابهم.... فليس هنالك من يسأل أو يسائل أو لربما حتى يعلم بفادح البلاء الذي ابتلي به الأهالي بين المسؤولين عن متابعة شؤونهم الحياتية في وقت يعيش الوطن بأكمله أزمة كبيرة لا ترتقي، بالطبع، إلى قدر المأساة التي يعيشها الأهالي في صور....
ولكن... في الآونة الأخيرة، لاحظ أهالي صور ان جدول التقنين من المولدات مددت فترات "ظلامه" لتشمل فترات بين الثامنة (أو حتى السابعة احيانا) الى الحادية عشرة صباحاً، ثم من الثالثة الى الخامسة عصراً، ثم من منتصف الليل (00:00) الى السابعة صباحاً... وكالعادة "بلعوا الموس"... الا ان ما اثار حفيظتهم مؤخراً هو تزامن "الحضور المشرف" للتيار الكهربائي من شركة كهرباء لبنان مع الوقت الذي يجب أن يقدم فيه "المولد" حاجة الأهالي من الطاقة... فمثلا، بدلا من أن يحول تيار الشركة الى االاهالي في صور بين الثالثة والخامسة (وهي فترة الظلمة الخاصة)، يتم تحويل تيار الشركة عند الساعة الثانية ظهرا لتنقطع عند الثالثة.... اما صاحب المولد، فلا يعير ذلك اعتبارا او اهمية: بل يقطع التغذية عند الثالثة كالعادة... وبذلك، تكون شركة الكهرباء في صور قد قدمت "خدمة جلية" لاصحاب المولدات بأن وفرت عليهم "ساعة من ساعات التغذية" بالطاقة الكهربائية، بينما كان الأجدى بها أن توفر من فاتورة المواطن الذي سيدفعها "مقطوعة" باهظة او سيدفع "تسعيرة عالية للكيلو واط" نهاية الشهر....
سترفض شركة الكهرباء "التساؤل" المشروع لابناء المدينة والجوار وستؤكد أنها تسعى جاهدة، وباللحم الحي، لتوفير افضل الخدمات للصوريين، في ظل انقطاع المواد وما يتبع من "لوازم البيانات"... وسيعتبر اصحاب المولدات ان لا علاقة لهم بجدول الشركة بل هم يلتزمون بجدولهم حرصا على مصلحة المواطنين...
وبين هذه وذاك، يبدو ان المواطن الصوري هو الوحيد الذي "لا يدرك مصلحته" وهم ما زالوا مستعدين "ليفكروا عنه ويقرروا عنه" وما عليه سوى الطاعة ..... عالسكت وعالعتيمة !!!