ختلف توصيف واقع القطاع الصحّي بين ما يُعلنه وزير الصحة، فراس الأبيض، وبين ما تظهره الوقائع، وخصوصاً على مستوى أدوية السرطان والأمراض المستعصية. ففي حين ينفي الأبيض ارتفاع أسعار أدوية الأمراض المستعصية، معتبراً أنه “خبر لا يمتّ للواقع بصلة”، وهو ما أكّده خلال اجتماعه برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يشير رئيس حملة “الصحة حق وكرامة” اسماعيل سكرية، إلى أن ملفّ الأدوية أعمق من ذلك بكثير.
وإذا كان الأبيض وميقاتي بحثا في لقائهما يوم الأربعاء 31 أيار “هموم المواطن اللبناني والبرامج التي تقوم بها الوزارة من تتبع الدواء والمستشفيات وأدوية الأمراض السرطانية”، يكشف سكرية “استمرار تسريب بعضها (الأدوية السرطانية) للسوق السوداء متفلتة من الميديتراك وبخاصة أدوية الهبات المجانية لتباع بأسعار باهظة”.
وبهذا الواقع “تبتعد الوزارة عن دورها المسؤول، بل والتهرب منه واتباع سياسة التلزيم الصيدلاني، فحيث اشتهرت إحدى صيدليات جبيل مدى سنوات طوال باحتكار أدوية اختفت من الوزارة وبيعها بأسعار تصل إلى عشرة أضعاف أحياناً، فقد لزّمت الوزارة بعض الصيدليات وأهمها واحدة في بيروت تحمل تاريخاً عريقاً وملفات في التفتيش المركزي منذ التسعينات، لتستورد أدوية سرطان من تركيا التي ظهر بعضها مزوراً، ولا يعاد للمريض ما دفعه إلا بحسم أقله مئة دولار”.
وإزاء ما يحصل، يواصل الأبيض “إطلالاته التبشيرية في ما يختص بأدوية السرطان، توفيراً وتسعيراً مدعوماً وبعض هبات من شركات الدواء لا تتجاوز أعدادها أصابع اليد لكل شركة وتنظيماً من خلال المتابعة الدوائية (الميديتراك meditrack) فيما الواقع يؤكد استمرار تسريب بعضها للسوق السوداء”.