دفعت 50 ألف دولار لشخص أوهمها أنه عالم روحاني لديه القدرة على "فكّ السحر الذي تعاني منه لتتمكن من الزواج" !

لجأت فتاة "قليلة الحظ" الى عالم روحاني إعتقادا منها انه يستطيع حلّ مشكلتها المتمثلة ب"عدم الزواج"، لتقع ضحية شخصين اوهماها بقدرتهما على فكّ السحر الذي تعاني منه ل"تتمكن من الزواج"، وإكتشفت متأخرة ان ع.أ.ط. وع.ب. ليسا سوى محتالَين ، حملاها على دفع مبلغ خمسين ألف دولار .

إتخذ ع.أ.ط. وع.ب. من شقة في منطقة عرمون مكانا ل"عملهما" حيث كان الاخير يوهم ضحاياه بانه يقوم ب"جلسات روحانية" في تلك الشقة، وكانت الفتاة على معرفة ع. أ.ط. الذي اوهمها بانها خاضعة للسحر، فعرّفها على ع. ب. على اساس انه عالم روحاني وبإمكانه فكّ العقد والسحر الذي تسبب بتأخرها في الزواج.

وعلى مراحل ، سلّمت الفتاة "العالم الروحاني" المزعوم ع.ب. مبلغ خمسين الف دولار، بعد ان باعت سيارتين لها بمبلغ 16500 دولار ومصاغا بقيمة خمسة آلاف ، فضلا عن تسليمه مجوهرات لها ولوالدتها ، واجرائها تحويلات مالية له. ومن دون علمها اقدم بالاشتراك مع ع.أ. ط. على استخدام نسخة عن بطاقة هويتها لاجراء تحاويل مالية بإسمها.

وكان ع. ب. نزيل فندق في جونية وقد غادره من دون تسديد ما يترتب عليه . وتبين ان بحقه قضايا احتيال واساءة امانة وشيك ، كذلك الامر بالنسبة الى ع.أ. ط. الذي يوجد بحقه ايضا قضايا تزوير.

وفي "شقة عرمون" حيث كان المدعى عليهما يحضران اليها مرتين او ثلاث مرات في الاسبوع برفقة فتيات من جنسيات مختلفة،اوقف ع.أ. ط. الذي افاد ان البطاقات المضبوطة لترشيحه لجنسية "مملكة اطلانتس"تعود ل ع.ب. نافيا ان يكون قد عرّف الفتاة على الاخير ، مدليا بانه يعّرف عن نفسه على سبيل المزاح بانه دكتور في الجامعة الاميركية.

وجاءت اقوال ع.ب. مناقضة ل ع.أ. ط. حيث اكد ان الاخير هو الذي عّرفه على المدعية وانها اصبحت صديقته وساءت علاقته بها بعد اكتشاف خيانتها له، لكنه أنكران يكون قد استولى منها على اي مبلغ مالي ولم يرغمها على بيع سيارتيها لا بل اخذت هي اموالا منه مضيفا انه و ع.أ. ط. اصدقاء ويعملان معا..

هذه القضية، احيلت امام القاضي المنفرد الجزائي في بيوت روزين حجيلي التي حكمت على المدعى عليهما بالسجن ثلاث سنوات ، مع تغريم كل منهما مبلغ مليون ليرة، وألزمتهما بالتكافل والتضامن ان يدفعا للمدعية مبلغ خمسين ألف دولار.

واعتبرت القاضية حجيلي في حكمها انه" من الثابت ان ع.أ.ط.وبحكم معرفته بالمدعية وبمعاناتها نتيجة انفصالها عن خطيبها، اقنعها بمناوراته الاحتيالية وبأكذوبة خضوعها للسحر والشعوذة وانها بحاجة لعلاج من عالم روحاني مغربي للتخلص من تلك المشاكل النفسية، فعرّفها على ع.ب.كعالم روحاني الذي حملها بدوره بمناوراته الاحتيالية على تسليمه مبلغ 50 الف دولار بحسب المستندات التي ابرزتها".

واشار الحكم " ان تعدد جرائم المدعى عليهما في الاحتيال يشكل قرينة قاطعة على تحقق المناورات الاحتيالية، وانكارهما ليس من شأنه ان ينفي عنهما اشتراكهما بفعل الاحتيال الجرمي المرتكب بحق الفتاة لاسيما في ضوء اسبقياتهما والتناقض في اقوالهما واعتراف ع.ب. بانهما يعملان سويا وثبوت استئجارهما شقة لاعمالهما الامر الذي يوفر بفعلهما تحقق عناصر جرم الاحتيال" . كما ان إنكار ع.ب. الاستيلاء على اموال المدعية احتيالا ليس من شأنه ان يعفيهما من موجب رد المال المستولى عليه بفعل مناوراتهما الاحتيالية.